منذ القرن التاسع عشر، أصبحت البطاطا وجزءًا لا يتجزأ من عالم الغذاء، إذ يُشار إليها في مشاركة حديثة بأنها لم تُذكر سوى بجوار القمح والأرز. فالبطاطا قد أصبحت تحتل مكانة أساسية في غذاء البشر، وهي تتنافس بقوة مع الخبز في تكوين القاعدة الغذائية للناس.
منذ اكتشافها في الأمريكتين، تحديداً في الأنديز، انتشرت زراعة البطاطا في أنحاء العالم بسرعة، وأثبتت قيمتها الغذائية العالية وسهولة زراعتها في مختلف البيئات والترب والمناخات. في البداية، كانت تُعتبر البطاطا غذاءً للفقراء والطبقات الاجتماعية الضعيفة. ومع مرور الوقت، اكتسبت شعبية واسعة ووصلت إلى طاولات الأثرياء أيضاً.
لقد لعبت البطاطا دوراً كبيراً في تحسين التغذية ومحاربة الجوع في العديد من المناطق حول العالم، خاصةً في أوقات المجاعات والظروف الاقتصادية الصعبة. في إيرلندا مثلاً، أصبحت البطاطا المصدر الرئيسي للغذاء بعد أن تحولت إلى بديل للشوفان الذي انخفض محصوله بسبب المجاعات. وعلى الرغم من أن هذا الاعتماد الكبير على البطاطا أدى فيما بعد إلى أحداث تاريخية مأساوية مثل مجاعة أيرلندا الكبرى في القرن التاسع عشر، إلا أنها لا تزال تحمل دوراً هاماً في توفير الغذاء للعديد من الناس حول العالم.
تتميز البطاطا بأنها تحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية، مثل النشويات والألياف والفيتامينات والمعادن. وتأتي بأشكال مختلفة، سواء مشوية أو مسلوقة أو مقلية أو مطهوة في أطباق متعددة. تعتبر البطاطا مثالية كمصدر للطاقة، وتعد خياراً ممتازاً لتلبية احتياجات الجسم الغذائية.
من هذا المنطلق، يمكن القول إن البطاطا قد كانت وستظل تلعب دوراً مهماً في توفير الغذاء وتحسين التغذية للعديد من الناس حول العالم. وعلى الرغم من الأوجه السلبية التي رافقت تاريخها، فإنها لا تزال تُعَدّ واحدة من الثمار الهامة في عالم الزراعة والغذاء.