بينما يُعد التقبيل من أرقّ تعابير الحب والمودة التي يُظهرها الآباء والأقارب تجاه الرُضّع، يحذر الخبراء الطبيون من أن هذا الفعل البسيط قد يحمل في طياته مخاطر صحية جسيمة تهدد حياة الأطفال حديثي الولادة. رئيسة قسم حديثي الولادة بالمستشفى الميثودية التابعة لجامعة إنديانا الأمريكية، إيملي سكوت، شددت في مقال نُشر عبر موقع الجامعة على أن جهاز المناعة الضعيف للأطفال حديثي الولادة يجعلهم عرضة للعديد من الأمراض التي قد تنتقل عبر التقبيل، حتى إن لم يكن مباشرًا أو من الأم نفسها.
مقالات ذات صلة:
زيادة حالات البرنكوليت بين الرضع في تونس
دعوة لاتخاذ الاحتياطات لحماية الرضع من برونكوليت: ضغط على أقسام الانعاش
عملية إجلاء ناجحة للأطفال الرضع في غزة: قصة الأمل والتحدي في وجه الظروف الصعبة
حديثو الولادة.. أجساد ضعيفة أمام عالم مليء بالمخاطر
حديثو الولادة يأتون إلى هذا العالم بجهاز مناعي غير مكتمل، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية. وأحد أبرز المسببات التي تشكل تهديدًا كبيرًا:
1. البكتيريا العقدية من المجموعة "ب" (GBS):
* تُعتبر هذه البكتيريا من المقيمين الطبيعيين في الجهاز الهضمي والتناسلي لبعض البالغين، لكنها قد تتحول إلى تهديد قاتل للأطفال الرُضّع.
* تُسبب أمراضًا خطيرة مثل تسمم الدم، الالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا، والتي يمكن أن تكون نتائجها كارثية على صحة الطفل.
2. الإشريكية القولونية (E. coli):
* بينما يتعايش البالغون مع هذه البكتيريا دون أعراض، فإنها تُعد خطرًا داهمًا على الرُضّع، حيث قد تسبب التهابات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي وتسمم الدم، مع مضاعفات قد تكون مميتة.
3. الفيروسات المعدية:
* مثل الهربس البسيط أو فيروسات الجهاز التنفسي، التي قد تُنقل عبر التقبيل، ما يُعرّض الرضيع لالتهابات حادة أو مزمنة.
التقبيل.. جسر غير مرئي لنقل العدوى
التقبيل، حتى إن لم يكن على شفتي الطفل مباشرة، قد ينقل مسببات الأمراض عبر اللعاب أو الجلد. وفي بعض الحالات، قد لا تظهر على البالغين أي أعراض للعدوى، لكنهم يظلون ناقلين لها إلى الرضيع، مما يُشكل خطرًا خفيًا قد يتفاقم بسرعة مهددًا حياة الطفل خلال أيام أو حتى ساعات.
ما وراء التقبيل.. التحديات الكبرى لجهاز الطفل المناعي
* الأطفال حديثو الولادة غير قادرين على إنتاج أجسام مضادة كافية لمواجهة مسببات الأمراض، ما يجعل العدوى أكثر انتشارًا وخطورة.
* في الحالات الشديدة، قد تؤدي العدوى إلى مضاعفات طويلة الأمد مثل الإعاقة العقلية أو ضعف السمع والبصر، وحتى الوفاة.
رسالة إنسانية: أوقفوا العادات الخطرة حمايةً لأرواح الأبرياء
رغم أن التقبيل يُعد رمزًا للمحبة، إلا أن المحبة الحقيقية للأطفال تكمن في حمايتهم من أي تهديد صحي، مهما بدا بسيطًا. وعي الوالدين والأقارب بأهمية النظافة الشخصية وتجنب التقبيل يُمكن أن يكون حاجزًا منيعًا أمام انتقال العدوى للأطفال الرُضّع.
على الآباء أن يدركوا أن حماية أطفالهم تبدأ بالحرص على تقليل تعرضهم لمسببات الأمراض، والتوعية المحيطة بخطورة بعض العادات الاجتماعية التي قد تبدو في ظاهرها غير ضارة، لكنها تحمل في طياتها تهديدًا خفيًا لأرواح الصغار.