مراقبون يرون أن الإخفاق في التوصل إلى اتفاق على حملة مشتركة ربما يتسبب في صراع على الزعامة في الحركة الانفصالية.
مدريد - وضعت المحكمة الدستورية الإسبانية بشكل رسمي الأربعاء، حدا لأحلام كتالونيا بالانفصال عن السلطة المركزية في مدريد بعد أيام قليلة من تعليقها مؤقتا قرار برلمان الإقليم نصّ على إعلانه “دولة مستقلة تأخذ شكل الجمهورية”.
وجاء القرار بعد ساعات فقط من إخفاق الأحزاب الانفصالية بالإقليم في الاتفاق على تشكيل تحالف موحد لخوض انتخابات مبكرة في الشهر المقبل، ما يجعل الأزمة برمتها تأخذ منعطفا جديدا.
ويقول متابعون للشأن الإسباني إن هذا الفشل سيفاقم الصعوبات أمام الأحزاب لحكم كتالونيا بعد الانتخابات والمضي قدما في مسعاها المشترك للاستقلال.
وكان أمام الأحزاب الكتالونية حتى منتصف ليل الثلاثاء لإعلان الائتلاف، إلا أن قوتين رئيسيتين شكلتا تحالفا لحكم الإقليم خلال العامين الماضيين، لم تفلحا في الاتفاق.
ويعتقد البعض أن الإخفاق في التوصل إلى اتفاق على حملة مشتركة ربما يتسبب في صراع على الزعامة في الحركة الانفصالية رغم أنه لا يزال بوسع الأطراف الاتفاق عقب الانتخابات.
ووفقا لاستطلاعات الرأي، فإن الأحزاب الثلاثة المؤيدة للاستقلال ستتحصل في الانتخابات القادمة على ما بين 66 و 69 مقعدا في البرلمان المؤلف من 135 مقعدا.
وتسارعت وتيرة الأزمة مع خروج الكتالونيين في تظاهرات في الإقليم بعد يوم من تظاهرة في بروكسل، تنديدا بفرض مدريد السيطرة على كتالونيا وملاحقة رئيس الإقليم كارليس بوتشيمون وأربعة من مستشاريه.
وقطع متظاهرون الطرق وعطلوا حركة القطارات ضمن إضراب عام نظمته مجموعة من اتحادات العمال الداعمين للاستقلال من أجل المناداة أيضا بحقوق العمال في الإقليم، في ظل وضع سياسي حرج.
وتم تنظيم الإضراب بدعوة منظمتي الجمعية الوطنية الكتالونية وحركة الأومنيوم الثقافية، اللتين تدعمان استقلال الإقليم عن إسبانيا وقد تم اعتقال زعيمي هاتين المنظمتين في منتصف أكتوبر الماضي بتهمة التمرد.
ولم تدعم أكبر نقابات العمال في البلاد الدعوات إلى الإضراب في الإنتاج، لكنها انضمت إلى الاحتجاجات.
وفي بروكسل، نظم نحو 200 من رؤساء بلديات كتالونيا المؤيدين للانفصال مظاهرة الثلاثاء دعما لحكومة كتالونيا المقالة.
وحمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل “الحرية للسجناء السياسيين” ورددوا هتافات مثل “الحرية” و”تحيا كتالونيا”، ثم قاموا جميعا بترديد النشيد الوطني لكتالونيا.
وأدخلت الحملة الانفصالية في كتالونيا إسبانيا في أسوأ أزمة سياسية منذ أربعة عقود وتسببت في نزوح شركات وأجبرت الحكومة في مدريد على خفض التوقعات الاقتصادية، كما فتحت أيضا جروح الحرب الأهلية التي دارت في ثلاثينات القرن الماضي.
وأصدر القضاء الإسباني، الأسبوع الماضي مذكرة اعتقال دولية بحق بوتشيمون ومستشاريه الأربعة الذين فروا إلى بروكسل، حيث أفرجت السلطات البلجيكية عنهم بشروط.