توسّعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية باتجاه الأراضي السورية، واحتمال أن تتطور إلى مواجهة بينهما، وسط خلافات في التقديرات المتوقعة.
ونقلت وكالة الميادين الإخبارية عن الكاتب الإسرائيلي، رون بن يشاي، قوله في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "الأسباب المركزية التي ستحث إسرائيل على مواصلة هجماتها داخل سوريا تتمثل في حيازة الحكومة السورية على الصواريخ المتطورة، التي تعرف طريقها لحزب الله في لبنان، بما فيها تلك المخصصة لاستهداف الطيران الإسرائيلي، لكن ذلك لن يدفع دمشق للمخاطرة بالرد على تل أبيب".
وأضاف الخبير العسكري الإسرائيلي البارز، أن "الماضي القريب شهد صدور تهديدات سورية باستهداف مطار بن غوريون في حال عاودت إسرائيل قصف أهداف فيها، لكن سوريا لم تف بتعهداتها، ولم تنفذ تهديدها، وما زالت الحكومة تفضل تقديم الشكاوى لمجلس الأمن الدولي، دون أن يستطيع الإثبات أن إسرائيل هي التي نفذت الهجمات فعلا".
وختم بالقول: "الحكومة السورية تعلم أكثر من غيرها أن أي استهداف لمطار بن غوريون، سيكون الرد الإسرائيلي عليه صعبا وقاسيا، وقد يؤدي لاندلاع حرب حقيقية، كما تجلى ذلك في التصريحات التي خرجت، الثلاثاء الماضي، حين قام وزراء الكابينت المصغر بزيارة الحدود السورية، واستمع لإفادات من رئيس هيئة الأركان وكبار ضباط الجيش".
من جهته، حذر الخبير العسكري في القناة العاشرة، ألون بن دافيد، من أن خطورة احتمالية الرد السوري على الهجمات الإسرائيلية آخذة بالتزايد، لأن الرئيس السوري معني بأن يظهر أنه صاحب السيادة في بلاده بعد انتهاء الحرب، بعد أن بات يشعر بأن أمنه الشخصي بات أكثر اطمئنانا، ما قد يدفعه لتنفيذ ضربات ضد الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف في حديث له نشرته صحيفة "معاريف"، أن "عام 2018 سيشهد ازدياد فرضية الرد السوري على إسرائيل، علما بأن الضربات الإسرائيلية في سوريا وقعت عقب لقاء بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية مع فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، حيث قدم إليه معلومات تقلق إسرائيل عما يحصل داخل سوريا".
إلى ذلك قال الخبير الأمني الإسرائيلي، يوسي ميلمان، إن "استمرار الضربات الإسرائيلية في سوريا يعني أن تل أبيب ما زالت تحظى بحرية الحركة والعمل داخل الأجواء السورية، دون قيود أو تحفظات".
وأشار إلى أنه "في الوقت الذي بدأ فيه التعاون والتنسيق الإسرائيلي مع روسيا داخل سوريا يؤتي أكله، فإن المحور الإيراني السوري مع حزب الله يواصل جهوده لاقتناء المزيد من القدرات العسكرية رغم استمرار الضربات الإسرائيلية"، وفقا لـ"معاريف".