رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد رفض لقاء سالفيني على خلفية تصريحاته المعادية للمهاجرين.
تونس - أجرى وزير الداخلية الإيطالي نائب رئيس الوزراء، ماتيو سالفيني، زيارة إلى تونس في إطار جهوده الحثيثة لإنهاء مشكلة الهجرة غير الشرعية من السواحل الجنوبية للبحر المتوسط.
وتأتي هذه الزيارة وسط أجواء مشحونة على خلفية الهجوم الذي شنه سالفيني في الأشهر الماضية على تونس، إضافة إلى الإجراءات التعسفية التي تمارسها روما ضد المهاجرين التونسيين، وقد بلغت حد سجن طاقم سفينة أنقذ البعض منهم من الغرق.
وذكرت وسائل إعلام محلية الخميس، أن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد رفض لقاء سالفيني على خلفية تصريحاته المعادية للمهاجرين.
وكان سالفيني قد هاجم تونس في يونيو الماضي متهما إياها بتصدير المجرمين، قائلا إن “تونس بلد حر وديمقراطي لكنه لا يقوم بتصدير الأشخاص المحترمين، بل في أحيان كثيرة المدانين بأحكام جنائية بالسجن”. وعقب تلك التصريحات بأسابيع عاد سالفيني إلى مهاجمة تونس مجددا ليتهمها هذه المرة بتصدير الإرهابيين. وجاء هذا الاتهام بعد إعلان السلطات التونسية إلقاء القبض على عناصر متطرفة كانت في طريقها إلى إيطاليا في رحلة غير شرعية.
وفي حين اختارت السلطات التونسية عدم التصعيد إزاء هذا الهجوم تجنبا لحدوث أزمة دبلوماسية بين الجانبين، تولت منظمات المجتمع المدني الرد على سالفيني وإدانة تصريحاته.
وشهدت العلاقات بين الجانبين توترا في الأيام الماضية بعد حجز السلطات الإيطالية لقارب صيد تونسي ساعد مهاجرين غير شرعيين وأنقذهم من الغرق. واتهمت روما الصيادين بالمشاركة في عمليات الهجرة قبل أن تطلق سراحهم على وقع احتجاجات نفذها أهاليهم ومنظمات المجتمع المدني أمام السفارة الإيطالية بتونس.
وردا على ما أثير بشأن اتهامه لتونس بتصدير المجرمين قال ماتيو سالفيني إن كلامه أخرج من سياقه، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي هشام الفوراتي.
وتزامنت مع المؤتمر الصحافي وقفة احتجاجية لنشطاء من المجتمع المدني ضد تجريم عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط.
وأكد أن بلاده ستعمل على إيجاد قنوات منظمة للهجرة بهدف تفادي الكوارث في البحر المتوسط. وأوضح الوزير “إذا توصلنا إلى إيقاف الهجرة غير الشرعية، سنركز عندها جهودنا على توفير مواطن شغل عبر استثمارات، وسنوفر كل الحلول والموارد من أجل ذلك في المناطق الداخلية”.