حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول ترصد نقل أنقرة لأسلحة إلى ميليشيات حكومة الوفاق.
باريس - تصاعدت الانتقادات الفرنسية إزاء تحركات تركيا في ليبيا لتكسر الصمت الدولي على عبث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي لم يتوقف منذ 2014 وتزايدت وتيرته عقب المعركة التي أطلقها الجيش الليبي للسيطرة على العاصمة طرابلس.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية الخميس، أن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول رصدت الأربعاء، قبالة السواحل الليبية فرقاطة تركية تواكب سفينة تقلّ آليات نقل مدرّعة في اتجاه طرابلس.
ونقلت الوكالة عن مصدر لم تذكره، أن سفينة الشحن “بانا” التي ترفع العلم اللبناني رست الأربعاء في ميناء طرابلس، فيما أفاد موقع “مارين ترافيك” أن السفينة كانت تبحر بعد ظهر الخميس قبالة صقلية.
والأربعاء، اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره التركي رجب طيب أردوغان “بعدم الالتزام بكلمته” من خلال قيامه بإرسال سفن تركية تحمل مرتزقة سوريين إلى ليبيا.
وقال ماكرون “لقد رأينا في الأيام الأخيرة سفنا تركية تقل مرتزقة سوريين تصل إلى الأراضي الليبية وهذا انتهاك صريح لما وعد به الرئيس أردوغان في مؤتمر برلين”.
وكان مؤتمر برلين بشأن ليبيا قد أصدر في اختتام أعماله في التاسع عشر من يناير الحالي إعلانا أعرب فيه المشاركون عن التزامهم بقرار الأمم المتحدة الخاص بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا ووقف تقديم الدعم العسكري لأطراف الصراع، وبذل جهود دولية لتعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، وبتسريح ونزع سلاح الميليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة.
وبدأ في الثاني عشر من يناير الحالي سريان وقف لإطلاق النار برعاية تركية روسية في القتال الدائر منذ أبريل الماضي، بين ميليشيات حكومة الوفاق وقوات الجيش الوطني الليبي التي تحاول دخول العاصمة طرابلس، لكن الميليشيات التي تحاول تحقيق انتصار عسكري يساعد حكومة الوفاق على دخول مفاوضات مرتقبة في جنيف استمرت في القتال من دون إحراز أيّ تقدم يذكر.
ويراقب العالم بصمت منذ سنوات خرق أنقرة للحظر الدولي لتوريد السلاح إلى ليبيا حيث أعلنت اليونان في أكثر من مناسبة على مدى السنوات الماضية إيقاف شحنات أسلحة على متن بواخر كانت متجهة إلى ميناء مصراتة غرب ليبيا قادمة من تركيا وهو ما حاولت تركيا إخفاءه عن طريق النفي والتكذيب.
وبعد الرابع من أبريل الماضي تحولت تركيا للمجاهرة بخرق الحظر على توريد السلاح وأعلن أردوغان أنه سيدعم حكومة الوفاق للتصدي للجيش الليبي.
ومنذ بدء المعركة أرسلت أنقرة أسلحة وطائرات مسيرة وخبراء عسكريين أتراكا إضافة إلى نقل مرتزقة من مدينة إدلب السورية، يشتبه في انتمائهم للتنظيمات المتطرفة.
وحذّر المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، الخميس، من أن الهدنة في العاصمة الليبية طرابلس ليست سوى حبر على ورق، مشيرا إلى توثيق أكثر من 110 انتهاكات منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
جاء ذلك في إفادة قدمها سلامة، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، المنعقدة بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.
وقال سلامة، إن “الهدنة التي تم التوصل إليها في مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية لم يتبق منها سوى الاسم فقط”.