يبدو أن الاستخدام الشائع للمضادات الحيوية في علاج حب الشباب عند البالغين ليس آمنا تماما، فعلى ما يبدو أن الشباب الذين يستخدمونه هم أكثر عرضة للإصابة المتكررة باحتقان في الحنجرة بثلاث مرات عن غير المستخدمين له.
هذا ما طرحته إحدى الدراسات الحديثة التي شرحت أن هذا الاستخدام المديد والذي قد يمتد شهورا طويلة قد يغير مزيج البكتيريا في الحلق وربما أدى لالتهاب واحتقان في الحنجرة.
في أمريكا وحدها هناك مليونا شخص يستخدمون هذا العلاج مما يستدعي البحث في حقيقة تلك الدراسة خاصة وأنه قد طرحت هذه المشكلة في دراسات سابقة ذكرت وجود صلة وصل بين استخدام المضادات الحيوية وازدياد فرص التهاب الحلق نتيجة لذلك، لكن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تتابع حالات المرضى لمدة طويلة.
وشملت الدراسة مجموعتين الأولى تابعت طلاب الجامعة خلال عام 2007 وظهر فيها أن 10 من 2007-2008 يستخدمون علاج المضادات الحيوية بالطريق العام أصيبوا باحتقان في الحنجرة، بينما اشتكى 47 طالبا من أصل 130 من هذا العرض ولكنهم لم يكونوا خاضعين لهذا النوع من العلاج.
المجموعة الثانية شملت 600 طالبا في سن المدرسة راجعوا العيادات عدة مرات خلال عامي 2007-2008، عولج منهم 36 بالطريق العام بينما اكتفى 96 منهم بالعلاج الموضعي لحب الشباب.
في هذه المجموعة اشتكى ما نسبته 11 في المائة من الفئة الأولى من ألم في الحنجرة بينما كانت نسبة المشتكين من الفئة الثانية لا تتعدى ثلاثة في المائة.
هذه النتائج وضعت الباحثين في حيرة من أمرهم إذ لم يثبت وجود التهاب بسبب بكتيري إلا لدى نسبة ضئيلة جدا من المرضى، وبقيت النسبة الأكبر تحت علامة استفهام كبيرة لعدم قدرتهم على تفسير ظهور مثل ذلك العرض في هذه العلاجات.
الدكتور ديفيد مارغوليس المشرف على الدراسة دعا إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار عوامل الخطورة بالمقارنة مع فوائد استخدام المضادات الحيوية بالطريق العام لعلاج حب الشباب، مفترضا نظرية حدوث مقاومة للمضاد الحيوي في الجسم لطول فترة استخدامه مما قد يستدعي البحث عن بدائل لمثل هذه العلاجات.
لكن لابد من الاعتراف أن التحدي الأكبر الذي يواجهه طبيب الجلدية هو أن استخدام العلاج الموضعي يحدث تجففا مزعجا في الجلد مما يدفع المريض إلى تفضيل تناول الأقراص عن استخدام المراهم.