خلال الأحداث الأخيرة في غزة بعد العدوان الإسرائيلي الذي أسفر عن فقدان العديد من الأرواح، شهدنا تظاهرات دولية تنديدًا بالوضع في القطاع. بين هذه التظاهرات ظهرت جماعة غريبة على الساحة العالمية تُعرف باسم "ناطوري كارتا"، وهي حركة يهودية تأسست في عام 1935 تعارض الصهيونية وتطالب بإعادة الأرض إلى الشعب الفلسطيني. فهم هؤلاء الناطوريين ينبغي من خلالهم معرفة الفروق بين مفاهيم "يهودي" و"إسرائيلي" و"صهيوني"، وتأثير هذه الفروق على الوضع السياسي في الشرق الأوسط.
بدايةً، يجب التمييز بين اليهودية والصهيونية والإسرائيلية. اليهود هم مجموعة دينية وثقافية تتبع اليهودية كديانة، وهم يمثلون أقدم الأديان التوحيدية. أما الإسرائيليون، فهم المواطنون الذين يعيشون في دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة. بينما الصهيونية هي الفكرة السياسية التي تهدف إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين. الفهم الصحيح لهذه الفروق يمكن أن يسهم في تفسير التوترات والصراعات في المنطقة.
جماعة "ناطوري كارتا" تمثل وجهة نظر يهودية تختلف عن موقف الصهيونية الرسمي. تعتبر هذه الجماعة الصهيونية جائرة وترفض إقامة دولة يهودية على أراضي فلسطين، مؤمنة بأن اليهود ليس لديهم الحق في احتلال هذه الأرض وأن السلام يمكن تحقيقه من خلال إعادة الأرض للفلسطينيين. الناطوريين يرفضون الفكرة الصهيونية ويروجون للتعايش بين الشعبين داخل إطار واحد.
تأسست حركة "ناطوري كارتا" كجزء من حزب "أغودات يسرائيل" في أوائل القرن العشرين، لكنها انشقت عنه بسبب قربه من الصهيونية. منذ تأسيسها في عام 1935، تسعى هذه الجماعة إلى الحفاظ على الموقف المعادي للصهيونية والتمسك بالمبادئ الدينية والقيم اليهودية. يُعتقد أن تفهم مثل هذه الجماعات يمكن أن يساعد في فهم التحديات السياسية والاجتماعية في المنطقة وتعقيدات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.