أعلن محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، في تصريح لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، الجمعة، أنه اضطر للفرار من ليبيا بسبب مخاوف جدية على حياته، وذلك نتيجة التوترات السياسية المتصاعدة بين الحكومتين المتنافستين للسيطرة على المصرف المركزي.
وصرح الكبير، الذي يشغل منصبه منذ عام 2012، أنه وأعضاء من كبار موظفي المصرف المركزي تعرضوا لتهديدات من ميليشيات مسلحة، مما دفعهم للهرب "لحماية حياتهم". وأضاف أن هذه الميليشيات تقوم بترويع الموظفين، بل وتلجأ أحيانًا إلى اختطاف أطفالهم وأقاربهم لإجبارهم على الذهاب إلى العمل.
ويأتي هذا التطور في ظل زيادة التوتر بين حكومة طرابلس المعترف بها دوليًا بقيادة عبد الحميد الدبيبة، وحكومة الشرق المدعومة من القائد العسكري خليفة حفتر، حول السيطرة على المصرف المركزي. وقد تعمقت الأزمة بعد إصدار رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، قرارًا باستبدال الكبير ومجلس إدارة المصرف، وهي خطوة رفضها البرلمان.
وتحت إشراف مصرف ليبيا المركزي، يتم إدارة إيرادات النفط الليبي وميزانية الدولة، وإعادة توزيعها بين المناطق المختلفة في البلاد. ورغم الأزمة، شهد إنتاج النفط مؤخرًا ارتفاعًا إلى حوالي 1.2 مليون برميل يوميًا، بفضل فترة من الهدوء النسبي.
الصراع على مصرف ليبيا المركزي يمثل جزءًا من النزاع الأوسع بين حكومتي الشرق والغرب، ويهدد بتفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في ليبيا التي تشهد حالة من الانقسام العميق منذ سنوات.