في تطوّر لافت للوضع السوري، أكّدت تركيا اليوم استعدادها للوساطة بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة، بينما جددت إيران دعمها الصريح للحكومة والجيش السوريين وسط اشتداد المعارك في شمال غربي البلاد.
مقالات ذات صلة:
الرئيس الأسد: سوريا قادرة على دحر الإرهابيين مهما اشتدت الهجمات
جامعة الدول العربية تحذّر: سوريا على حافة الفوضى وسط تصعيد خطير في حلب
قصف إسرائيلي جديد يستهدف مناطق وسط سوريا
تركيا: دعم وحدة الأراضي والبحث عن تسوية
صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، بأن التطورات الأخيرة في سوريا تعكس الحاجة الملحّة إلى التوصّل لتسوية سياسية بين الأطراف. وأعلن استعداد أنقرة "للمساهمة في أي حوار إذا تطلّب الأمر"، مع تأكيده على التزام تركيا بدعم وحدة الأراضي السورية والحفاظ عليها.
كما أشار فيدان إلى اتخاذ بلاده احتياطات لمواجهة "مشكلات محتملة" قد تنشأ عن الوضع الراهن، مؤكداً أن تركيا لن تسمح للمنظمات الإرهابية باستغلال حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
إيران: دعم مطلق لدمشق وتحذير من إسرائيل
من جانبه، شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على مواصلة طهران دعم الحكومة والجيش السوريين، معتبراً أن استقرار سوريا مرتبط بالقضاء على الجماعات الإرهابية.
وأضاف عراقجي أن المناقشات مع تركيا تناولت "المخاوف المشتركة"، ورغم وجود اختلافات في بعض الملفات، وصف النقاشات بـ"البناءة والودية". كما انتقد ما وصفه بـ"الأفعال الإسرائيلية المزعزعة للاستقرار" في المنطقة، محذراً من تأثيرها على الأمن الإقليمي.
الوضع الميداني في شمال غربي سوريا
تأتي هذه التصريحات في ظل معارك مكثفة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، التي سيطرت على مناطق عدة في شمال غربي البلاد خلال الأيام الأخيرة. وتثير هذه التطورات قلقاً دولياً من تصعيد جديد في الأزمة السورية، التي تدخل عامها الرابع عشر دون حلّ سياسي شامل.
إشارات إلى التنسيق الإقليمي
تعكس التصريحات الأخيرة رغبة تركيا وإيران في تنسيق الجهود لضمان مصالحهما في سوريا، رغم خلافات متعلقة ببعض الملفات. يبقى السؤال قائماً حول قدرة هذه الجهود على تحقيق الاستقرار، خاصة مع استمرار تعقّد الأوضاع الميدانية والتدخلات الإقليمية والدولية.