بعد التصويت على مستوى اللجنة يوم الجمعة المنصرم، صادق المجلس التنفيذ لليونيسكو على قرار المقدسات في القدس
صادق بعد ظهر اليوم المجلس التنفيذي لمنظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة، اليونيسكو، ومقرها في باريس، على القرار الذي اقرته الجمعة المنصرم اللجنة المختصة بالتراث والخاص بمكانة الأماكن المقدسة في مدينة القدس، الذي اثار الكثير من الجدل والاستنكار الإسرائيلي.
هذا ولم ترد لغاية اعداد هذا التقرير تفاصيل اوفى عن عملية التصويت التي يشارك فيها عددا أكبر من العدد الذي شارك في قوام اللجنة التي ناقشت الامر يوم الجمعة وصوتت في نهاية النقاش على القرار الذي تقدم به كل من الوفد الأردني والفلسطيني.
يشار الى ان التصويت على القرار المذكور على مستوى اللجنة الذي جرى يوم الجمعة لم يكن تصويتا نهائيا، وقد تم عرض قرار اللجنة اليوم على المجلس التنفيذي لليونيسكو للتصويت النهائي وتمت المصادقة عليه وبهذا يعتبر القرار صادرا عن المنظمة بصورة النهائية.
وتجدر الاشارة في هذه الاثناء الى انه دارت خلف الكواليس وعلى مدار عدة أيام "معركة" دبلوماسية شديدة بين المندوب الإسرائيلي والدول التي تؤيد موقف إسرائيل من هذا القرار من اجل ارجاء تصويت اليوم بغية محاولة تعديل نص قرار اللجنة المعروض على المجلس التنفيذي للتصويت.
ومن الجهة الاخرى، تصدت مجموعة الدول العربية لهذه المساعي وتمكنت في نهاية المطاف من الإبقاء على جدول التصويت كما هو أي اجراء التصويت اليوم على نص قرار اللجنة وعدم "عرقلة إجراءات التصويت على القرار"، وفق مصدر فلسطيني.
وجدير بالذكر ان مندوب المانيا مايكل فوربز الذي صوت ضد القرار في اللجنة، الذي يرأس المجلس التنفيذي لليونيسكو وكان من المفروض ان يدير جلسة التصويت اليوم، أعفى نفسه من هذه المهمة لتتولى إدارة جلسة التصويت مندوبة السويد انيكا ماركوفيك.
المندوب الإسرائيلي: المديرة العامة لليونيسكو تلقت تهديدا بالقتل
قال كرمل شامة هكوهن المبعوث الإسرائيلي الدائم لدى منظمة اليونيسكو، ان المديرة العامة للمنظمة الدولية ايرينا بوكوفا قد "تلقت تهديدا بالقتل بعد ان أبدت رفضها لقرار ينفي صلة اليهود بالمقدسات في مدينة القدس"، الذي صودق عليه على مستوى اللجنة في اليونيسكو ومن المنتظر ان يتم عرض ذات القرار على المجلس التنفيذ للمنظمة اليوم الثلاثاء للتصويت.
وأوضح المبعوث الإسرائيلي الدائم لدى اليونيسكو، هكوهن، ان التهديد الذي تلقته المديرة العامة للمنظمة الدولية، بوكوفا، يأتي على خلفية موقفها الرافض للقرار الذي تمت المصادقة عليه في اللجنة والذي "ينفي صلة الشعب اليهودي بالأماكن المقدس في مدينة القدس".
يشار الى انه لم يصدر أي بيان رسمي عن اليونيسكو يؤكد هذا النبأ او ينفيه لغاية الآن، كما لم تؤكد ذلك المديرة العامة لليونيسكو ايرينا بوكوفا كما لم تنفه. كما لم يذكر المندوب الاسرائيلي الجهة التي هددت بوكوفا بالقتل.
وكانت المديرة العامة لليونيسكو أكدت في رسالة وجهتها الى المبعوث الإسرائيلي الدائم لدى اليونيسكو كرمل شامة هكوهين: "في الفضاء البشري هناك أشخاص من ديانات مختلفة يرون بذات المكان مقدسا بالنسبة لهم. ذات المكان قد تطلق عليه أسماء مختلفة لكل ديانة. كما هو المسجد الأقصى المقدس للمسلمين، والذي يطلق عليه جبل الهيكل من قبل اليهود ويتقاسم الجانبان جدارا هو حائط المبكى المقدس لليهود وحائط البراق المقدس للمسلمين. بضعة خطوات من هذا المكان سنجد جبل الزيتون المقدسة أشجاره لدى المسيحيين".
وأوضحت في ذات الرسالة أن أحد الأسباب لوضع القدس على قائمة مواقع التراث لمنظمة اليونيسكو هو التقاء الديانات الثلاثة وهذا يعد مصدرا للحوار، وقالت: "الإرث المميز للقدس لا يمكن تجزئته، فهو أبدي، ولكل ديانة الحق بالاعتراف بتاريخها وصلتها في المدينة. وإن أي محاولة لطمس أو نفي للتقاليد اليهودية او المسيحية او الإسلامية المرتبطة بالمدينة، فإنها محاولة لنزع مصداقية المكان وانتهاك لكل ما يمثله التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو".
