في منتزه السعادة بمدينة المرسى، وعلى امتداد تسعة أيام من 20 إلى 28 فيفري الجاري، تنبض الحياة بروح الإبداع الحرفي من خلال "السوق المتنقلة للصناعات التقليدية"، التي تنظمها الديوان الوطني للصناعات التقليدية بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) وبلدية المرسى، ضمن مشروع "تونس المبدعة".
مقالات ذات صلة:
تونس أمام تحولات جذرية في سوق الشغل: التكنولوجيا تتصدر المشهد وتهدد الوظائف التقليدية
القصرين: مشاريع ثقافية واعدة وآفاق لتعزيز الحرف التقليدية بشركات أهلية
الأيام الترويجية للصناعات التقليدية هو تجسيد لهوية لا تنطفئ
حرفيون تونسيون يعيدون تشكيل التراث
يشارك في هذه السوق 26 حرفيًا موهوبًا من مختلف جهات الجمهورية، حيث يعرضون أعمالًا تجمع بين الأصالة والمعاصرة، لتقديم إبداعات حرفية استثنائية تمتد من فنّ تأثيث المائدة، إلى المنتجات المحلية، وصولًا إلى الحليّ الفريدة ذات التصاميم العصرية المبتكرة.
وتكشف هذه السوق عن ثراء التراث التونسي بأساليب جديدة، حيث يتمكن الزوار من خوض تجربة فريدة عبر التفاعل مع الحرفيين والاطلاع على التقنيات التقليدية التي تمتزج بلمسات حديثة، مما يعزز الهوية الثقافية التونسية ويبرز إمكانات الصناعات التقليدية في الابتكار والتجديد.
أكثر من معرض... تجربة صديقة للبيئة
وفق ما صرحت به المسؤولة الإعلامية للمبادرة، الأستاذة خديجة جلولي، فإن هذه التظاهرة تتجاوز كونها مجرد سوق للعرض والبيع، فهي تمثل مقاربة صديقة للبيئة، تهدف إلى تعزيز الاستهلاك المحلي، وتشجيع التنمية المستدامة، ودعم الحرفيين في الترويج لمنتجاتهم داخل الأسواق الوطنية والدولية.
ويعد هذا الحدث جزءًا من برنامج "تونس وجهتنا"، الذي يموله الاتحاد الأوروبي بمساهمة الوكالة الإيطالية للتعاون الدولي، ويهدف إلى تمكين الحرفيين من النفاذ إلى أسواق جديدة، وتحسين جودة منتجاتهم، وتحديث تصاميمهم، مما يفتح أمامهم فرصًا أوسع للنمو والاستدامة الاقتصادية.
المرسى تحتضن الإبداع والتراث
من خلال احتضانها لهذا الحدث، تتحول المرسى إلى فضاء ثقافي حيّ يعكس تنوّع الحرف اليدوية التونسية، ويمنح سكان المدينة وزوارها فرصة استثنائية لاستكشاف روائع الإبداع التونسي، في أجواء تجمع بين الأصالة والحيوية، معززةً بذلك مكانة تونس كوجهة متميزة للسياحة الثقافية والحرفية.
إن "السوق المتنقلة للصناعات التقليدية" ليست مجرد منصة عرض، بل هي نافذة على روح تونس المبدعة، ورسالة مفادها أن الحرف اليدوية ليست فقط جزءًا من الماضي، بل رؤية متجددة نحو المستقبل.