أجلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية نحو ستين ألف شخص من حيفا بعد إصابة العشرات بالاختناق جراء استنشاقهم دخان الحرائق، كما استدعى الجيش الإسرائيلي مئات الجنود للمساهمة بإخماد الحرائق في المدينة.
وأفاد وسائل اعلام بأنه تم إجلاء نحو ستين ألف شخص من حيفا، وأن 37 إسرائيليا نقلوا إلى المستشفيات إثر استنشاقهم الدخان المنبعث من الحرائق التي أتت على العديد من المباني والأراضي.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري إن الشرطة ناشدت جميع السكان بأحياء "راموت سبير، حن، ألموج، بن غوريون، غولدا، أشكول، نئوت بيرس، روميما، مركاز حوريف وأحوزا" بمدينة حيفا إخلاء منازلهم في الحال، والتوجه إلى ملعب قريب لكرة القدم، بعد انتشار الحرائق بأنحاء مختلفة من المدينة.
وبدوره، قال المتحدث بلسان الجيش أفيخاي أدرعي إنه تم استدعاء كتيبتين من قيادة الجبهة الداخلية بالإضافة إلى جنود احتياط، لتنفيذ مهام مساندة مدنية بشأن إطفاء الحراق، مضيفا أن الجيش يقدم أيضا لقوات الشرطة والإطفاء العتاد اللازم.
وبحسب سلطات الاحتلال تسببت رياح شرقية في إشعال المزيد من الحرائق في الغابات والأحراج في أنحاء إسرائيل والضفة الغربية لليوم الثالث على التوالي، مما تسبب مؤقتاً في إغلاق طريق رئيسي بين القدس وتل أبيب، الخميس ، وقال وزير بارز إنه يشتبه أن الكثير من الحرائق متعمد.
وتضافر عدم هطول أمطار مع الطقس شديد الجفاف ورياح شرقية عاتية في اتساع رقعة الحرائق هذا الأسبوع في أنحاء وسط إسرائيل وشمالها، ومناطق من الضفة الغربية المحتلة. وتسببت الحرائق في تدمير أو إتلاف عشرات المنازل، لكن لم ترد تقارير عن وفيات أو إصابات خطيرة.
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن السلطات تعمل على إخلاء عشرات الآلاف من بيتهم في حيفا بعد وصول الحرائق إلى المدينة.
وصباح الخميس، اندلعت الحرائق وسط عدد من الأحياء في حيفا. وورد أن أحراشاً واسعة اندلعت فيها النيران، ووصلت ألسنة اللهب إلى السيارات التي احترق عدد منها، فيما اضطرت السلطات إلى إغلاق المدخل الرئيسي لمدينة حيفا المحتلة، وفقاً لما نشرته وكالة صفا الفلسطينية.
وتكافح فرق الإطفاء منذ ثلاثة أيام حرائق غابات هائلة في أكثر من موقع، لكنها تبدو عاجزة حتى الآن عن السيطرة عليها، مما دفع الحكومة لطلب مساندة دولية من روسيا وإيطاليا وقبرص واليونانوكرواتيا لمدها بطائرات لإخماد الحرائق.
وتنتشر الحرائق من الجليل شمالا مرورا بمدينة حيفا وضواحيها الجنوبية، لكن أوسعها طال الغابات الواقعة غرب القدس المحتلة حيث تهدد ألسنة اللهب بالتهام المنازل في عدة بلدات.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية حالة الطوارئ في حيفا، واستدعت 300 رجل إطفاء من الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي، للمشاركة في إطفاء الحريق في المدينة، كما أغلقت السلطات الإسرائيلية مطار مدينة حيفا، وفقاً لوكالة "معاً" الفلسطينية.
وأكد قائد إطفائية حيفا أن النيران خارج السيطرة، وعلى السكان إخلاء 11 حياً وضاحية فوراً دون تأخير.
وأشارت مصادر الإسعاف الإسرائيلي إلى أنها نقلت 27 إسرائيلياً إلى مستشفى "كرميل" في مدينة حيفا منذ بدء الحريق، وجرى إخلاء 3 مصابين من المستشفى، في حين يتم تقديم العلاج لباقي المصابين الذين وصفت حالتهم بالبسيطة.
هل أُشعلت عمداً؟
وقال وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان لراديو الجيش الإسرائيلي "نحو 50 في المئة من الحرائق متعمدة فيما يبدو". بينما استبعد وزير التعليم نفتالي بينيت -وهو زعيم لحزب يميني متطرف- أن يكون يهود وراء إشعال هذه الحرائق.
وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة، إن المحققين لم يتمكنوا بعد من تحديد ما إذا كان أي من عشرات الحرائق التي تم الإبلاغ عنها في مختلف أنحاء البلاد قد أشعل عمدا. لكنه ذكر أن 4 أشخاص اعتقلوا أمس الأربعاء، بعد إشعال نار في العراء، غير مكترثين بالعواقب، ومن المقرر أن يمثلوا أمام المحكمة اليوم الخميس.
وقال بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي المؤيد للمستوطنين على تويتر "إن مشعلي الحرائق خونة للدولة"، وأشار إلى أنهم "لا يمكن أن يكونوا يهوداً".
وقال في تغريدة بالعبرية "من لا يشعرون بالانتماء للبلاد هم فقط القادرون على حرقها".
وفي وقت سابق أعلنت الحكومة الإسرائيلية الأربعاء عزمها تقديم مشروع قانون منع رفع الأذان أو ما يعرف بقانون الضوضاء إلى الكنيست للمصادقة عليه، وذلك بعد تعديله حتى لا يشمل صوت صفارات يوم السبت اليهودي.