معارضون سوريون يرحبون بالهجوم الأمريكي على سوريا، روسيا تطلب اجتماعا طارئا لمجلس الأمن الدولي
أعلنت روسيا الجمعة تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين فوق سوريا، بعد الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة عسكرية للجيش السوري. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان "إن الطرف الروسي يعلق التفاهم مع الولايات المتحدة لمنع وقوع حوادث وسلامة الطائرات خلال العمليات" التي ينفذها الطيران الروسي والأميركي في سوريا.
ودعت روسيا الجمعة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، مؤكدة أن الضربة الأمريكية تشكل "تهديدا للأمن الدولي". وقالت وزارة الخارجية في بيان "ندعو مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ لبحث الوضع" بعد الضربة الأميركية التي استهدفت قاعدة جوية للجيش السوري ردا على "هجوم كيميائي" في خان شيخون اتهمت واشنطن دمشق بتنفيذه.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الضربة الأميركية على قاعدة جوية للنظام السوري هي "عدوان على دولة ذات سيادة" تستند إلى "حجج واهية"، حسبما قال متحدث باسم الكرملين الجمعة، فيما أدانت إيران الهجوم الأمريكي على القاعدة العسكرية. وأشار بيان صادر عن الكرملين أن بوتين يرى أن الضربة الأميركية في سوريا ألحقت "ضررا هائلا" بالعلاقات مع روسيا.
ترحيب أوروبي، وتحذير صيني من "أي تدهور"
ورحبت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية وتركيا واسرائيل بالضربة الأمريكية. واعتبر كل من ميركل وهولاند أن بشار الأسد يتحمل "وحده" مسؤولية الضربة الأميركية في سوريا. وقال وزير الخارجية الفرنسي إن الضربة هي "إنذار لنظام مجرم"، مشيرا الى أن الضربة الأميركية في سوريا "إشارة" إلى الروس والإيرانيين، فيما أشار نائب رئيس الوزراء التركي إلى أنه "يجب تكثيف الضربات العسكرية من أجل المساهمة في تحقيق السلام"، واصفا الضربات الأمريكية بـ"الخطوة الإيجابية".
وأطلق الجيش الاميركي بأمر من الرئيس دونالد ترامب فجر الجمعة 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري "المرتبط ببرنامج" الاسلحة الكيميائية السوري و"المتصل مباشرة" بالأحداث "الرهيبة" التي حصلت صباح الثلاثاء في خان شيخون، حسبما ذكر مسؤول أميركي.
وأسفرت الضربة الأميركية على مطار الشعيرات العسكري في وسط سوريا عن سقوط قتلى وجرحى فضلا عن اضرار مادية، وفق ما أكد محافظ حمص طلال البرازي. ووصفت دمشق الهجمات بـالعدوان الأمريكي" فيما كانت إسرائيل والمعارضة السورية المسلحة أول المرحبين بالضربة الأمريكية التي تأتي بعد ساعات من تلويح ترامب بتنفيذ ذلك.
بدوره أكد نتنياهو دعمه "الكامل" لرسالة ترامب "القوية" في سوريا. وقال في بيان "تأمل بأن تكون هذه الرسالة القوية في مواجهة تصرفات بشار الأسد المشينة مسموعة ليس فقط في سوريا، بل أيضا في طهران وبيونغ يانغ وغيرهما". وتابع البيان إن "الرئيس ترامب وجه بالقول والفعل رسالة قوية وواضح: لن نقبل باستخدام الاسلحة الكيميائية ونشرها". وكان نتنياهو دعا هذا الأسبوع الأسرة الدولية إلى التحرك لإزالة الأسلحة الكيميائية في سوريا.
بدورها دعت الصين إلى "تفادي أي تدهور جديد للوضع" في سوريا، منددة بـ"استخدام أي بلد" لأسلحة كيميائية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا شويينغ "إننا نعارض استخدام أسلحة كيميائية من قبل أي بلد أو منظمة أو فرد، وأيا كانت الظروف والهدف".