بعد اصدارها لمجموعتين شعريتين هامتين عزّزتا بامتياز الساحتين الشعريتين التونسية والعربية، وبعد تقديمها لعديد العروض الشعرية الموسيقية الفرجوية على امتداد سنوات، وبعد تحقيقها لعديد النجاحات التي لا تحصى ولا تعد سواء في المهرجانات الصيفية أو في التظاهرات الثقافية التي تنتظم على مدار السنة بمختلف ربوع البلاد، انطلقت منذ مدّة الشاعرة المعروفة ألفة العبيدي في تقديم عرضها الشعري الغنائي الجديد"زيارة ونيارة" الذي حقّق نجاحا كبيرا، لعلّ أهمّه ذاك الذي تحقق بباردو والذي انتظم بتدبير من إدارة الدار المذكورة وتحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية تونس.
هذا العرض حقّق نجاحا فنيا وجماهيريا يحسب للشاعرة المناضلة ألفة العبيدي وللفرقة الموسيقية التي صاحبتها، ونعني تحديدا فرقة "تيجانية السيدة المنوبية" بقيادة الفنانة منية بن أحمد وبمصاحبة نخبة نيرة من خيرة العازفات التونسيات مع تطعيم الفرقة بعازفين اثنين ممتازين على آلتي الطبل و"القصبة"، بحيث تحول العمل إلى فسيفساء فنية جميلة قلّما نجد لها مثيلا.
وقد اشتغلت الشاعرة ألفة العبيدي في هذا العمل الضخم على كل ما هو تونسي، بحيث وظفت التراث الغنائي والإنشاد الصوفي وقصائدها الوطنية المعروفة لتقديم لوحة فنية متعدّدة الأبعاد لأنماط لا تعرف سحره إلا هذه الشاعرة "الساحرات" التي عملت كعادتها على حضور الوطن في عمل متكامل استطاع أن يضيف لصورة المرأة التونسية التي انطلق منها سيناريو حديث يحمل في أبعاده "القضية التونسية" وتاريخ هذا الوطن العزيز ومدى تعلّقنا جميعا بتونس ومدى استعدادنا للنضال من أجلها.
عادل الهمامي