يبدو أن العلاقة بين قطر وإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مازالت تثير الكثير من الجدل، في ضوء امتداد الفساد القطري إلى أروقة الإدارة الأمريكية السابقة، خاصة وأن إمارة قطر حظيت بعلاقات مشبوهة مع عدد من أفراد وعناصر تلك الإدارة وعلى رأسهم، وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون.
في مقال منشور له بصحيفة "أراب نيوز" السعودية الناطقة بالإنجليزية، تناول الكاتب الأمريكي راي حنانيا متسائلا حول أسباب قيام الإدارة القطرية بدفع مليون دولار أمريكي لمؤسسة كلينتون، وذلك خلال وجود هيلاري كلينتون في منصب وزيرة الخارجية الأمريكية، موضحا أن الأمر ربما يرتبط بمحاولات قطر استقطاب الولايات المتحدة في حملة تبييض وجهها من التهم الموجهة لها حول دعم التنظيمات المتطرفة.
وأضاف الكاتب أن مسئولي قطر تعهدوا بدفع المبلغ في عام 2011، تزامنا مع احتفال الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بعيد ميلاده الـ65، بينما سعوا لعقد لقاء معه في عام 2012، حيث أن قضية البريد الإليكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كشفت عن هذه الصفقة بعد ذلك بسنوات قليلة.
واستطرد الكاتب أن الإعلام الأمريكي تجاهل القضية الأساسية المتمثلة في حيثيات التبرع القطري، ليتناول قضية أخرى وهي تورط روسيا في قرصنة البريد الإليكتروني لكلينتون من أجل خدمة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة دونالد ترامب، إلا أنه بعد فوز ترامب بالرئاسة ووصوله للبيت الأبيض كان لابد أن يتم الكشف عن تفاصيل الصفقة القطرية المشبوهة مع آل كلينتون.
ويرى أن الإدارة القطرية دفعت المبلغ المالي لمغازلة كلينتون، والتي كانت تشغل وزارة الخارجية الأمريكية وتهدئة مخاوفها بشأن دعم قطر للإرهاب، موضحا أن المبلغ المذكور لم يكن التبرع الوحيد من قطر، حيث الإمارة الخليجية قدمت ما يزيد عن 5 ملايين دولار قبل أيام من انطلاق الحملة الانتخابية لكلينتون في 2016.
وأضاف الكاتب أن أوباما نفسه لم يكن بعيدا عن دائرة الشبهات، حيث أنه قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أصدر بيان للإشادة بدور قطر في دعم الحرب على الإرهاب، موضحا أن أحد مسئولي وزارة الخزانة الأمريكية اجتمع بعد ذلك مع مسئولين قطريين لبحث كيف يمكن تنظيف يد قطر من الشبهات التي تحوم حول تورطها في دعم الإرهاب.
وأوضح أن الدائرة المحيطة بهيلاري كلينتون كان يتعاملون مع الفوز بالانتخابات باعتباره أمرا حتميا، وبالتالي كانت تتعامل هيلاري مع التبرع القطري باعتباره أمرا سيتم اخفاءه بعد الوصول إلى البيت الأبيض، في حين تفرغ الإعلام الأمريكي لمعركته ضد ترامب، بينما كانت الحكومة القطرية تتعامل مع الموقف بنفس الرؤية وبالتالي فكانت تريد شراء صمت البيت الأبيض على سياساتها الداعمة للإرهاب خلال عهد الرئيسة الجديدة للولايات المتحدة.
وأضاف الكاتب أن فوز ترامب كان صادما للإعلام الأمريكي وللأسرة الحاكمة في قطر، بالإضافة إلى قناة الجزيرة القطرية، موضحا أن الإعلام الأمريكي مازال منهمكا في حربه ضد الرئيس الأمريكي ترامب، إلا أنه بالرغم من ذلك تبقى علاقة كلينتون بقطر بمثابة قضية مؤجلة سوف تكشف الأيام القادمة عن المزيد من تفاصيلها.