بين سيول وأعاصير، وزلازل وبراكين، وجفاف وتصحر، وحرارة مرتفعة، وحرائق غابات، تعاني العالم تحت وطأة تغيرات مناخية عنيفة نتيجة للاستخدام غير المسؤول للموارد الطبيعية على مرَّ الزمن. هذا ما أكدهت أحدث الدراسات العلمية.
هذه الكوارث الطبيعية التي تضرب العالم أجمع أدت إلى تحذير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من اقتراب العالم من الكارثة المناخية "مغمض العينين"، معبرًا عن استيائه من استمرار الاقتصاديات الكبرى في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة على الرغم من تدهور الوضع البيئي.
حرارة غير مسبوقة
هذا العام شهد ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، بطريقة لم نشهدها منذ آلاف السنين. دراسة علمية نُشرت في مجلة "نايتشر" أشارت إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بمقدار 1.1 درجة مئوية، مقارنة بمتوسط درجات الحرارة بين عامي 1850 و1900، وهذا معدل ارتفاع لم يشهده كوكب الأرض منذ 125 ألف سنة.
الباحثون قاموا بقياس انخفاض الأرض في 48 مدينة من أكبر المدن في العالم من عام 2014 إلى 2020. ووجدوا أن جميع المدن تعاني من انخفاض في مستوى الأرض، وفي 44 منها، تتعرض بعض المناطق للغمر بسرعة نتيجة ارتفاع منسوب البحر بسبب ارتفاع درجات الحرارة. إذا استمر هذا الارتفاع، فقد يؤدي إلى ارتفاع مستويات البحار والمحيطات بمقدار 6 أمتار، مما سيغير طبيعة السواحل التي تعيش عليها مئات الملايين من البشر.
الأعاصير... دانيال كمثال
لم ننسَ بعد مأساة الإعصار دانيال في ليبيا، حيث تسبب في آلاف الوفيات ومئات الآلاف من المشردين وتدمير مدينة درنة بشكل كارثي. يُعزى تشكّل هذا الإعصار إلى ظروف تغير المناخ والاحتباس الحراري.
يشير العلماء إلى أن تغير المناخ يمكن أن يزيد من شدة الأعاصير المتوسطية وكمية الأمطار المصاحبة لها. وهو ما يزيد من الدمار الناجم عن هذه الكوارث.
الزلازل والبراكين
من تركيا إلى سوريا، ومن المغرب إلى جميع أنحاء العالم، شهدنا زلازلًا مدمرة هذا العام. يُعزى سبب الزلازل والبراكين إلى التغيرات في قشرة الأرض نتيجة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري. كلما زادت درجات الحرارة واستمرَّ الاحتباس الحراري، زادت احتمالات حدوث الزلازل والبراكين.
حرائق الغابات
استمرار ارتفاع درجات الحرارة والظروف الجافة يجعل حرائق الغابات أكثر انتشارًا وتدميرًا. هذا ما شهدناه في العديد من الدول مثل كندا واليونان وأوروبا والجزائر والمغرب وهاواي. هذه الحرائق أسفرت عن خسائر مالية ضخمة وخسائر بشرية جسيمة، مع تزايد تأثيرها مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة.
فعلى الرغم من أننا شهدنا الكثير من الكوارث البيئية هذا العام، إلا أن أسوأ ما قد يأتي إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة بشكل مستدام قد يجعل الأرض غير صالحة للعيش ويهدد بفناء الجنس البشري.
