أظهرت دراسة ميدانية أنجزتها جمعية "تالة المتضامنة" حول الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمرأة الريفية وموقفها من الحياة السياسية والحوكمة المحلية، أن حوالي 46 بالمائة من النساء المستجوبات قد عبرن عن عدم رغبتهن في المشاركة في الانتخابات البلدية.
وأوضحت هذه الدراسة التي تم تقديمها، اليوم الاربعاء، خلال ندوة صحفية عقدتها الجمعية بالعاصمة، أن حوالي 54 بالمائة منهن عبرن عن نيتهن المشاركة في الانتخابات البلدية. وفسرت ذات الدراسة أن عزوف نسبة هامة من العينة عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي القادم "يعود للموقف السلبي من السياسيين وخاصة المترشحين للاستحقاقات الوطنية الذين قدموا وعودا ولم ينفذ منها الا القليل".
كما بينت نتائج الدراسة التي شملت اكثر من 400 امرأة من ولاية تالة واحوازها وتراوحت أعمارهن بين 18 و65 سنة، أن 66 بالمائة من المستجوبات يجهلن مبدا التناصف بين المرأة والرجل في القائمات المترشحة للانتخابات وأن 34 بالمائة منهن، فحسب، يعرفن هذا المبدأ.
وابرزت الدراسة، من جهة اخرى، ان نسبة العازبات بولاية تالة واحوازها قد بلغت حوالي 30 بالمائة، وأن سبب تأخر الزواج يعود بالأساس للأزمة الاقتصادية التي تعيشها المنطقة حيث تبلغ نسبة النساء اللاتي ليس لهن دخل فردي حوالي 78 بالمائة.
وقالت الباحثة والمكلفة بإنجاز الدراسة درة محفوظ، أن هذه الدراسة التي انطلق العمل بها منذ شهر نوفمبر 2016، قد خلصت الى جملة من التوصيات حتى تتمكن المرأة في تالة من الاضطلاع بالدور اللازم في إطار ديمقراطية محلية؛ على غرار تعميق الديمقراطية المحلية بتمكين المواطنين والمواطنات من المعلومة وذلك بربط الصلة بين المواطن والسلطة ومزيد التعريف بالقانون الانتخابي والتركيز على عنصر المناصفة.
كما اوصت الدراسة، ايضا، وفق ما أفادت به الباحثة، إلى اقحام النساء في كل مراكز القرار في الحوكمة المحلية والعمل على المساواة في التمثيلية وتشجيع المراة على المشاركة في تسيير الشان العام ودعم الامكانيات والكفاءات الشخصية للنساء بتكوينهن ومتابعتهن في الشان العام، فضلا عن العمل على تغيير الافكار المسبقة المعطلة لدور المراة كناخبة او مترشحة.
من جهته، أوضح رئيس "جمعية تالة المتضامنة" بلقاسم منصري ان الهدف من هذه الدراسة التي تتنزل في اطار برنامج "نساء متضامنات من اجل غد افضل" وبدعم من منظمة
"هنرش بول ستيفتنغ الالمانية"، إلى تنمية نسبة مشاركة النساء الريفيات في الانتخابات البلدية المقبلة وفي الحياة العامة، عموما، وتشجيعهن على دخول المعترك السياسي في الشؤون المحلية.
واضاف رئيس الجمعية ان نتائج هذه الدراسة ستمكن كل الناشطين في المجتمع المدني والمعنيين بالعمل السياسي من اتخاذ اجراءات لدعم مشاركة المراة في الانتخابات البلدية القادمة سواء كانت ناخبة او مترشحة للعمل مع الرجل وتغيير الاوضاع الراهنة، بما يمكنها من الاستفادة من القوانين المحدثة في الغرض.
يشار إلى أنه تم على هامش هذه الندوة تكريم الرئيس السابق للهيئة العاليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار وعضو الهيئة مراد بن مولى.