منذ مباشرته الاشراف على حظوظ التنمية بولاية جندوبة لما يقارب الشهر حرص السيد محمد صدقي بوعون والي جندوبة الجديد على فتح باب الحوار مع مكونات المجتمع المدني وأعضاء مجلس النواب الممثّلين للجهة ومسؤولي وممثلي الاحزاب السياسية والمنظمات الوطنية للوقوف على حقيقة التنمية الجهوية وصعوباتها واستشارة الجميع حول الحلول الممكنة لمختلف الاشكاليات وخاصة المتعلّقة بالمشاريع المعطّلة لعدّة أسباب منذ سنة 2010 وهو ما أكّده للاعلاميين وممثّلي وسائل الاعلام بالجهة في لقاء ودّي جمعه بهم ظهر أمس 5 ديسمبر الجاري وذلك بحضور كل من السيدين رشيد بن مصباح المعتمد الأول وطارق الغضباني الكاتب العام للولاية حيث كان اللقاء مصافحة أولى لوالي الجهة تعرف من خلالها على أهم مشاغل الصحفيين والإعلاميين والمراسلين وأهم المشاكل التي تعترضهم في الوصول الى المعلومة أو متابعة حدث أو التقصي عن خبر ما مؤكّدا ايمانه بدور الاعلام في تعرية المشاكل وابرازها ولفت انتباه السلط الجهوية لمشاغل المواطنين بهدف حلّها وفضّها كما مثل اللقاء فرصة أطلع خلالها السيد الوالي الحاضرين عن الوضع الامني بالجهة مثنيا في هذا الصدد على مجهودات مختلف التشكيلات الامنية والعسكرية في تأمين الشريط الحدودي وضمان الأمن العام ومكافحة الجريمة وخطر الارهاب حيث تحققت عديد الانجازات وآخرها التفطّن الاستباقي الى مجموعة ارهابية بمنطقة فرنانة قبل قيامها بعملية خطيرة وهو نجاح يحسب لكل الامنيين والعسكريين بالجهة كما أكّد متابعته الشخصية للحدّ من عمليات التهريب وخاصة تهريب الابقار الى القطر الجزائري وتأمين المحجوز بضيعة حمدون بمنطقة تيبار بولاية باجة بالاتفاق مع الادارة العامة لديوان الاراضي الدولية بهدف المحافظة على الثروة الحيوانية.
كما بيّن السيد محمد صدقي بوعون والي جندوبة خلال لقاءه مع الاعلاميين حرصه على تفعيل دور الادارات الجهوية المعنية في حلحلة المشاريع المعطّلة لأسباب عدّة إذ تم وخلال شهر فضّ اشكاليات هذه المشاريع المعطّلة منذ 7 سنوات وهي مشاريع كبرى منها مشروع تثنية الطريق رقم 17 من مفترق بلاريجيا الى جسر وادي مجردة وعلى طول 4.5 كم وبقيمة 11.5 مليون دينار وهو مشروع يضم الخرسانة الاسفلتية وتصريف مياه الامطار والتنوير العمومي وهو مشروع معطّل لمدّة 7 أشهر من قبل أحد متساكني المنطقة ورغم ذلك استأنس الوالي في فضه بالحوار مع الطرف المعطّل دون الالتجاء للقانون وللردع على ان تنهي أشغال الانجاز في آواخر شهر مارس 2018 كما أكّد انه تم الاتفاق مع الاهالي والمجتمع المدني والاحزاب السياسية والمصالح الفنية المختصة على تحديد مسار الطريق السيارة من بوسالم الى الحدود الجزائرية عبر 4 أجزاء مع الحفاظ على المناطق الفلاحية والاراضي الخصبة وفي اطار تشاركية عميقة مع وزارة التجهيز والاسكان حيث سيكون مسار الطريق المغاربية عبر المرور بمناطق بلاريجيا ففرنانة فعين البيّة ثم ببوش وصولا الى القطر الجزائري على ان تنطلق اعادة الدراسات قريبا جدا.
كما أثنى الوالي خلال الجلسة المذكورة على دور أعضاء مجلس النواب بصفتهم أعضاء النيابة الخصوصية للمجلس الجهوي على معاضدة مجهودات السلط الجهوية في تحديد أبرز أولويات التنمية الجهوية بالتركيز على حلحلة المشاريع الكبرى ومنها مشروع المحاور الكبرى لتزويد منطقة جندوبة بالماء الصالح للشراب ففي إطار الحرص المشترك على إيجاد الحلول العاجلة لضمان حق الآهالي بمنطقة السواني من معتمدية جندوبة الشمالية وبكامل مناطق الجهة للتزود بالماء الصالح للشراب تحول الوالي أمس الثلاثاء 5 ديسمبر الجاري مصحوبا بالسيد الكاتب العام للولاية و السيد مدير اقليم الحرس الوطني ورئيس منطقة الحرس بجندوبة إلى المنطقة المذكورة على مستوى دوار الترايعية بمنطقة السواني أين أشرف على عملية الربط بشبكة الماء الصالح للشراب كما بين أن كافة المساعي والإجراءات المستوجبة جارية لضمان إستكمال المشروع حيث تم ربط الجزء المتبقي من هذا المشروع بهذه المنطقة والمعطّل منذ سنة 2010 هذا وقد كانت مناسبة إلتقى فيها السيد الوالي مجموعة من أهالي المنطقة حيث أصغى الى مشاغلهم وأهم تطلعاتهم لاسيما وضعهم الإجتماعي لإيجاد الحلول الكفيلة لتلبية مطالبهم كما أكّد الوالي ان المقاول انطلق في نفس اليوم في انجاز برنامج تزويد منطقتي الداموس 1 و2 بمعتمدية فرنانة بالماء الصالح للشراب.
اما بالنسبة الى مشروع بعث مستشفى جهوي من صنف "ب" بغار الدماء المعطّل منذ 2010 والمموّل من طرف الصندوق الكويتي للتنمية فهو في لمساته الاخيرة لإنتزاع الارض للمصلحة العامة باقرار من مجلس وزاري مضيّق سينتظم قريبا.
وفي ما يخصّ المحوّل على مستوى السكة الحديدية بمدخل مدينة جندوبة الشمالية فيجرى حاليا مراجعة 2 مسارات لربط هذا المحول بالطريق السيّارة.
وفي ما يخصّ موضوع النظافة والعناية بالبيئة أكّد الوالي حرصه الشخصي على ضمان حياة نظيفة وبيئة يستطكاب فيها العيش لآهالي ولاية جندوبة وزائريها مثمنا في هذا الاطار حرص بلديات الجهة على القيام بحملات نظافة دورية وذكّر ببعض انجازات النيابة الخصوصية لبلدية جندوبة وعلى رأسها رئيسها السيد طارق الغضباني ومنها التنوير العمومي لكافة شوارع المنطقة البلدية والحملات الاستثنائية للنظافة بالمناطق السوداء وتقليم النخيل وتهيئة 4 مفترقات على مستوى مدخل المدينة من جهة الكاف ومفترقات بلاريجيا والشرفة والحمامة كما أثنى على حرص المجتمع المدني والاتحاد العام التونسي للشغل على اضفاء جمالية على المدينة من خلال برنامج انجاز مجسّم رمزي للشهيد ابن الجهة شكري بلعيد.
وفي ما يخصّ الجانب الرياضي أكّد الوالي رهانه على هذا الجانب لأهميته في استقطاب الشباب وإبعادهم على الانخراط في بؤر كل أشكال الجريمة والارهاب وانصهارا مع هذا التوجّه حرص الوالي على فضّ اشكالية توقف الملاعب عن اجراء المباريات الرياضية على مستوى ملعبي غار الدماء وطبرقة خاصة الى جانب تمكين فريق جندوبة الرياضية لكرة اليد من منحة بـ10 آلاف دينار وتمكين فريق جندوبة الرياضية لكرة القدم من منحة استثنائية بـ30 الف دينار الى جانب 30 ألف دينار اخرى منحة من بلدية المكان وأكّد انه بالنسبة الى مشروع القاعة المغطاة بغار الدماء والمعطّل منذ سنة 2010 فإنه تم فضّ مختلف اشكالياته بالتنسيق مع الاطراف ذات الصلة لتفتح أبوابها في مارس 2018 وبالنسبة الى تغيير سجّاد القاعة الرياضية ببوسالم فقد تم الاتفاق مع وزارة شؤون الشباب والرياضة على اضافة مبلغ 40 الف دينار لاستكمال الانجاز كما أكّد أنه تدخّل لدى اللجنة الفنية لصلوحية الملاعب لاعادة فتح الملعب الرياضي بغار الدماء أمام الفريق ولكن وبصفة ظرفية دون حضور الجمهور.
ومن جهة أخرى أكّد الوالي حرصه على دعم الاستثمار بالجهة حيث يتوفر بها رصيد عقاري هام حيث تم وضع رصيد عقاري بـ60 هكتارا على ذمّة المستثمرين على مستوى منطقة الارتياح 1 بجندوبة وهي حاليا جاهزة للاستغلال بالاتفاق مع الوكالة العقارية الصناعية كما تم تمكين مستثمر من 20 هكتارا لاستغلالها في بعث مشروع يوفّر طاقة تشغيلية بـ300 موطن شغل على مستوى المنطقة الصناعية"الارتياح2" في انتظار تغيير صبغة الارض بمنطقة الروماني لتكون جاهزة للاستغلال في الثلاثي الاول من سنة 2018 ليؤكّد انه في البرنامج تنظيم ندوة كبرى حول الاستثمار بولاية جندوبة سعيا نحو التشجيع على تركيز 3 وحدات للصناعات التحويلية بالجهة.
كما أكّد والي جندوبة أنه في برنامج خلال الاسبوع القادم القيام بزيارات ميدانية لمختلف المؤسسات العمومية والخاصة بكل معتمديات الجهة للإطّلاع على مشاغلها وفضّ اشكالياتها مثمّنا في هذا الاطار دعم عدد من الشركات الوطنية لصيانة 3 مدارس بكل من البيّاضة وحليمة والمريج حيث انطلقت أشغال تهيئة هذه الاخيرة بـ100 الف دينار وتمكين تلامذتها من ألبسة شتوية ومن 5 أجهزة تسخين لكل قاعاتها و2 حواسيب للمدرسة الابتدائية بساحة المعتمدية بعين دراهم مع منحة مالية لدعم فريق النجم الرياضي الخميري بعين دراهم.
ورغم ان ولاية جندوبة تحتل المراتب الاخيرة في مؤشرات التنمية أكّد الوالي ضرورة العمل وبجدية من كل الاطراف للنهوض وتطوير التنمية الجهوية معرّجا على الواقع السياحي بالجهة مؤكّدا أنه مبشّر خاصة على مستوى نسبة امتلاء النزل تزامنا مع عطلة رأس السنة الميلادية عبر 680 سريرا وبنسبة 83./. وهو اقبال كبير تجهزت له الاسلاك الامنية عبر خطة عمل لحفظ وتأمين زائري الجهة.
وإجابة عن تساؤلات الاعلاميين عن الوقفة الاحتجاجية للفلاّحين من خلال نصبهم لخيمة مقابل مقرّ الولاية وعن أسباب هذا الاحتجاج وتدخّل السلط الجهوية في فضّه أكّد الوالي ان الاحتجاج سببه 3 نقاط منها التسريع في صرف القروض الموسمية من قبل البنك التونسي للتضامن الذي خصص 1 مليون دينار للغرض صرفت منها وفي ظرف 3 ايام قروضا لفائدة 249 فلاّحا منهم 100 فلاّح استوفوا ملفاتهم و149 منهم تحصلوا على الموافقة المبدئية في انتظار استكمال ملفاتهم وفي ما يخص توزيع البذور أكّد الوالي النه تم إلزام ديوان الحبوب بروزنامة لتوزيع هذه البذور بصفة يومية وبمعدل 300 قنطار عبر مختلف مراكز التوزيع مفندا النقص الحاصل في تزويد الجهة بالأسمدة غير ان الاشكال الكبير الذي سبب هذا الاحتجاج يتمثّل في تأخّر صرف التعويضات للفلاّحين بعد موافقة ومصادقة مجلس وزاري خاص بالموضوع عقد يوم 6 نوفمبر الماضي والمسألة رهينة الصرف المالي التقني المرتبط بميزانية الدولة.
ويشار الى أنه إثر اللقاء سالف الذكر مع إعلاميي الجهة ومباشرة إستقبل السيد محمد صدقي بوعون والي جندوبة بمكتبه السيدين نائب رئيس وأمين مال المكتب التنفيذي للإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري صحبة السيد رئيس الاتحاد الجهوي بجندوبة على خلفية الإعتصام الذي نفذته مجموعة من فلاحي الجهة أمام مركز الولاية للمطالبة بصرف التعويضات لجبر الأضرار الناتجة عن ضعف ضغط مياه الري بالمناطق السقوية حيث تباحث معهم أهم مشاغل القطاع الفلاحي بولاية جندوبة بصفة عامة وأعلمهم أن الجهة إستوفت جميع الإجراءات في خصوص موضوع تمكين الفلاحين من التعويضات وقد تمت إحالة الملف على أنظار مصالح وزارة الإشراف للتسريع في صرف التعويضات ومن جهتهم أكد الضيفين إلتزام المنظمة الفلاحية بالمحافظة على السلم الإجتماعي ومتابعة التعويضات على المستوى المركزي مع الوزارات المعنية.
وفي ختام اللقاء مع الاعلاميين أكّد السيد الوالي حرصه على متابعة مختلف مقترحات الاعلاميين ومنها:
- توفير مقرّ قارّ ومجهّز تقنيا للمراسلين الجهويين بأحد الفضاءات العمومية يكون فضاء للقاءاتهم ولعملهم
- مزيد تطوير الصفحة الرسمية لولاية جندوبة على شبكة التواصل الاجتماعي من خلال تحيين المعلومة ونشر المراسلات الصحفية من مقالات وبثّ اذاعي وتلفزي عن أخبار الجهة
- احداث موقع "واب" لولاية جندوبة
- توفير وسيلة نقل على ذمّة المراسلين الصحفيين للتنقّل على عين المكان لمواكبة أنشطة مختلف الادارات الجهوية
- دعوة المندوبيتين الجهويتين للشؤون الثقافية ولشؤون الشباب والرياضة لبعث نواد تكوينية للاعلاميين الشبّان بكل من دور الثقافة ودور الشباب بالجهة مع دعوتهم للتعاقد مع المراسلين الجهويين لتأطير هذه النوادي
- التنسيق مع الهياكل الاعلامية المركزية الرسمية على غرار المركز الافريقي لرسكلة الاعلاميين بتونس ومعهد الصحافة والنقابة الوطنية للصحافيين لتنظيم دورات تكوينية مختصة لمراسلي الجهة
- تنظيم ملتقى جهوي كبادرة حول "واقع وآفاق العمل الصحفي بالجهة"
كما أكّد الوالي دعمه لحضور ممثلي وسائل الاعلام في مختلف التظاهرات والندوات والملتقيات لاعتبار دورهم الريادي و مساهمتهم الفعالة في إثراء المقترحات التي من شأنها أن تحسن مستوى عيش المواطن بولاية جندوبة باعتبارهم همزة الوصل بين الإدارة والمواطن للفت نظر المسؤول بهدف التدخل العاجل والناجع لمعالجة المشاكل ودفع نسق التنمية والعمل على توفير الإستقرار الإجتماعي والأمني بالجهــة وبناء على ذلك تم الإتفاق على عقد جلسة دورية كل ثلاثة أشهر وكل ما اقتضى الأمر.
منصف كريمي