يُعرف عن الشاب المُسَمى بعيسى أنّه شاب قويّ وشُجاع ومحبّ للخير ومساعدة الآخرين.
يتميّز الشاب الحامل لاسم عيسى بشخصيته المرحة والاجتماعية التي تستطيع استقطاب جميع الفئات العمرية، ما يجعلُه محبوبًا ومقبولًا.
يهتمّ كلّ من يحمل اسم عيسى بالدراسة والمطالعة والسفر واكتشاف الأماكن الغامضة.
العملاق عيسى حراث ممثل مسرحي مخضرم عاشر اجيالا مختلفة شارك معهم في عدد كبير جدا من الاعمال الفنية مسرحا وسينما وتلفزيون.
فنان لا يكلّ ولا يملّ من العطاء والبذل واعطاء اقصى ما عنده من جهد لا يدّخر ولا يبخل على الخشبة بحبة عرق واحدة.
عيسى حراث –أو بابا عيسى كما يحلو للبعض تسميته- الذي لا يقبل التكريمات اخيرا رضخ وقبل أن يكرمه فقط الفنان الشاب حاتم الحشيشة الذي اختار له المكان والزمان والمناسبة والوضعية التي تليق بشخصية فريدة.
المكان كان المسرح البلدي بصفاقس، ثاني مسرح تأسس في الجمهورية منذ سنة 1903، والزمان كان الاحد 27 اكتوبر 2019 يوم افتتاح المسرح بعد 4 سنوات على غلقه للترميم وكأن حاتم الحشيشة اراد ترميم معنويات عملاق انهكه المرض وأما المناسبة فكانت اختتام المهرجان الوطني للمسرح التونسي بما أن عيسى حراث شخصية وطنية وتقاسيم وجهه تعبير عن الهوية التونسية اما الوضعية التي تم فيها تكريم عيسى حراث فكانت بمسرح مكتظ بالجمهور دون كرسي واحد شاغر حضروا شيبا وشبابا للاحتفاء بالعملاق بهالة من التصفيق تقشعر لها الابدان.
وقف عيسى حراث على خشبة المسرح البلدي بصفاقس مستعينا بعصاه ليسند ظهره الذي تعب من الانحناء تحية للجمهور على امتداد عقود من الزمن لكنه بدا كالأسد الذي يترنح في الغابة، فالخشبة هي مكانه الطبيعي.
هذه بادرة من حاتم الحشيشة مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس أن يحتفي بهذا العملاق الذي لم ولن يتكرر في تاريخ المسرح التونسي.
عيسى حراث حفر اسمه على خشبات المسارح التونسية والعربية ولن يمحى من الذاكرة الشعبية وأراد حاتم الحشيشة أن يعتلي عيسى حراث البارحة خشبة المسرح لأن النخل شامخا ولا يموت الا واقفا.