تعد وزارة الثقافة التونسية لاحتفالية ثقافية كبرى لإحياء ذكرى مرور 40 يوماً على رحيل الشاذلي القليبي، الذي يعد أحد مؤسسي وزارة الثقافة وصانع الاستراتيجية الثقافية في الدولة.
الاحتفالية ستكون في مدينة الثقافة وسط العاصمة التونسية واستجابة لنداءات المثقفين التونسيين قررت وزارة الثقافة أن تحمل مدينة الثقافة اسم الشاذلي القليبي بداية من 9 يوليو المقبل، بمنابسة تنظيم هذه الاحتفالية.
تولى القليبي بداية استقلال البلاد إدارة الإذاعة التونسية أواخر خمسينات القرن الماضي، وكلفه الحبيب بورقيبة بتأسيس وزارة الثقافة التي كانت تسمى بكتابة الدولة للأخبار والإرشاد القومي عام 1961، وقد أدار هذه الوزارة في 3 مناسبات، وهو الوزير الوحيد في تاريخ تونس الذي يتولى نفس الوزارة في 3 مناسبات متتالية، ليتولى بعدها الأمانة العامة للجامعة العربية.
أهمية الشاذلي القليبي في تاريخ تونس تكمن في أنه مؤسس الاستراتيجية الثقافية التي نسجت في جزء كبير منها على المنوال الفرنسي، فقد كان وراء بعث فرق مسرحية تابعة للدولة في المحافظات، وهو ما يعرف بالمسرح الجهوي الذي أثرى التجربة المسرحية التونسية.
كما كان وراء إرسال الفرق الموسيقية التابعة للدولة، مثل الفرقة الوطنية للفنون الشعبية والأوركسترا السيمفوني التونسي وتأسيس معهد الموسيقى والرقص ومهرجاني قرطاج والحمامات ومهرجان الصحراء الدولي، كما كان وراء تمكين الطلبة التونسيين من المنح لمواصلة تعلمهم في أشهر معاهد المسرح والسينما والموسيقى في باريس وروما ولندن.