تحرك الغنوشي في اتجاهات مختلفة يظهر أنه جزء من خطة معدة مسبقا لاستثمار قرار حل البرلمان في استقطاب الاهتمام الخارجي.
تونس- وجد زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي الكثير من الوقت وكسّر حالة انقطاع نسبي عن الإعلام بأن خص “الجزيرة” وكل وكالة أنباء معروفة بمقابلات صحافية على حدة، في حين ترك الرئيس قيس سعيد الأمر لحضوره التقليدي عبر القناة الرسمية وصفحة فيسبوك الرئاسة التونسية.
ولاحظ إعلاميون أن تحرك الغنوشي في اتجاهات مختلفة يظهر أنه جزء من خطة معدة مسبقا لاستثمار قرار حل البرلمان في استقطاب الاهتمام الخارجي، وإظهار حركة النهضة في صورة الحزب المظلوم الذي “يريد الاستقرار” ويدعم “الحوار الوطني”، ويرى أن “تعطيل مجلس نواب الشعب بالتجميد أو الحلّ ألحق ضررًا فادحا بشعبِنا المهدّد بالمجاعة ودولتنا المهدّدة بالإفلاس”، كما جاء في بيان الحركة.
وأجرى زعيم النهضة والرئيس السابق للبرلمان التونسي الذي حله الرئيس مساء الأربعاء مقابلات مع منبره المفضل قناة “الجزيرة”، ثم سلسلة من المقابلات مع وكالات رويترز والصحافة الفرنسية والأناضول مرددا الكلام نفسه تقريبا لضمان إيصال محتوى رسالته إلى المعنيين في عواصم صنع القرار.
وتمتلك حركة النهضة شبكة علاقات إعلامية واسعة، وسبق أن سخرتها في الترويج لنفسها أو مهاجمة أعدائها، وكان الغنوشي شخصيا الوجه الذي يجسد الحركة وحضورها الإعلامي على مدى سنوات.
لكن على الغنوشي الآن أن يجد من يهتم بما يقوله في خضم الأزمة العالمية والتغيرات الإقليمية التي تبدو تونس على هامشها سياسيا.
ولعل الغنوشي يراهن على اهتمام شعبي تونسي ودعم ينتظره من خلال تواصل فريقه على المنصات الاجتماعية مع الجمهور التونسي وحثه على رفض قرار الرئيس سعيد، إلا أن اليوم الأول من حل البرلمان مر على العاصمة التونسية دون أي رد فعل ملحوظ أو إجراءات استثنائية، مما يطابق الاعتقاد السائد بأن البرلمان كان منتهيا عمليا.
ورغم الظهور الإعلامي المنظم لم ينجح زعيم حركة النهضة في تحسين صورته في الداخل، بل على العكس ظلت استطلاعات الرأي لأشهر عديدة تصنفه كأسوأ شخصية في نظر التونسيين.
وفي مقابل ذلك يواصل الرئيس سعيد اتخاذ قراراته دون الحرص على الترويج لها إعلاميا، بل إن توقيت الإعلان عن القرارات عادة ما يكون بعد فترة الذروة الإخبارية المسائية. كما أنه لا يبدو متحمسا لإجراء الحوارات التلفزيونية والصحافية بالرغم من الدعوات التي توجه له للظهور خاصة في الإعلام الحكومي.