في إطار بناء دولة قوية ومستدامة، تلعب المجالس المحلية والجهوية والوطنية دورًا حاسمًا في تحقيق التنمية المستدامة على المستوى المحلي والجهوي والوطني، يتطلب ذلك التعاون والتنسيق الوثيق بين هذه المجالس لضمان العمل المتكامل والتوازن في توزيع المشاريع والموارد.
يتمثل دور المجلس المحلي في اقتراح المشاريع التي تلبي احتياجات المجتمع على المستوى المحلي، وبالنظر إلى الاحتياجات الشاملة للمنطقة، يعمل المجلس الجهوي على تنفيذ مشاريع جهوية تأخذ في الاعتبار المشاريع المحلية وتعزز التنمية المستدامة على مستوى الولاية.
بدوره، يجتمع أعضاء الأقاليم في جلسات منتظمة لمناقشة المشاريع المشتركة التي تجمع بين عدة أقاليم، ويتم خلال هذه الجلسات اقتراح المشاريع ومناقشتها بما يحقق التعاون والتكامل بين الأقاليم ويضمن الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة.
وفي السياق الوطني، يلعب المجلس الوطني للجهات والأقاليم دورًطا مهما في المصادقة على ميزانية الدولة مرة كل خمسة سنوات وقانون المالية مرة واحدة كل سنة، و يتم تقديم المخطط التنموي ومقترحات الأقاليم إلى المجلس، حيث يتم اعتمادها وتنفيذها بما يتوافق مع احتياجات البلاد وتطلعات الشعب.
وكجزء من العمل التشريعي، يقوم مجلس نواب الشعب بصياغة القوانين بالتواصل مع جميع المجالس الأخرى، اذ يتم تحديد الصعوبات والعراقيل التي قد تعوق تنفيذ القوانين وتحقيق البرامج التنموية الاقتصادية في فترة البناء الجديدة، وبالتالي يلعب النواب دورا حيويا في تحقيق التنمية المستدامة وتوجيه السياسات بما يعكس تطلعات الشعب ومصلحته العامة.
ومن جانبها، تلعب الغرفة التشريعية دورا أساسيا في نجاح البناء القاعدي وتنفيذ المخططات التنموية الجديدة، فتحقيق هذه الأهداف يتطلب ثورة تشريعية تعمل على تحسين الإطار التشريعي وتوفير القوانين واللوائح التي تعزز التنمية المستدامة وتحقق المصلحة العامة.
في النهاية، يتضح أن الهدف واحد والمصلحة واحدة، وهو تحقيق التنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي، ويتطلب ذلك العمل المتكامل والتنسيق الفعال بين المجالس المحلية والجهوية والوطنية، وضمان توازن التنمية بين المناطق المختلفة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
لذا، فإن تعزيز التعاون والتنسيق بين هذه المجالس يعد أمرا ضروريا لتحقيق التقدم والازدهار المستدام في البلاد، ومن خلال تعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية، يمكننا بناء مجتمع يعمل جميع أفراده نحو تحقيق رؤية واحدة للتنمية المستدامة وتحقيق الطموحات الوطنية.
ايمان مزريقي