في خطوة من شأنها تعميق أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين، جرت اليوم في بكين مراسم استقبال رسمية فخمة على شرف رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد وحرمه، وذلك بمناسبة زيارته التاريخية لجمهورية الصين الشعبية.
واستُقبِل الرئيس التونسي، قيس سعيّد، استقبالا حارا من قبل نظيره الصيني، السيد شي جينبينغ، حيث أجريت مراسم التحية والعلم على أنغام النشيدين الوطنيين التونسي والصيني، في جو من البهجة والاحتفال.
وفي جلسة عمل موسعة، أعرب الرئيس التونسي عن بالغ امتنانه للرئيس الصيني على دعوته الكريمة، مؤكدا على أن هذه الزيارة ستكون حجر زاوية في تاريخ العلاقات التونسية الصينية، وستمنح دفعة قوية للروابط الوطيدة بين البلدين، التي امتدت لستة عقود، وشهدت العديد من الإنجازات والمشاريع المشتركة.
وجدد الرئيس التونسي خلال اللقاء التأكيد على موقف بلاده الداعم لوحدة الصين وسيادتها على كامل أراضيها، كما شدد على تمسك تونس باستقلال قرارها الوطني، رافضة أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية.
وأبرز رئيس الجمهورية التونسية أن بلاده والصين تتشاركان العديد من القيم والمبادئ، ولديهما تاريخ مشترك، ودعا إلى توسيع آفاق التعاون والشراكة لتشمل مجالات عدة، مثل الصحة والبنية التحتية والاقتصاد الأخضر والنقل والطاقة وتهيئة المنشآت الرياضية والتكنولوجيا الحديثة، وأضاف أن تونس تتطلع إلى صنع تاريخ جديد من خلال إقامة شراكات عملية مع الصين لتنفيذ مشاريع تنموية ذات أولوية لتونس.
من جانبه، رحب الرئيس الصيني بالرئيس التونسي في بكين، معبرا عن يقينه بأن زيارة الرئيس سعيّد ستُضفي زخما جديدا على مسار العلاقات الثنائية، وستفتح آفاقا أرحب للتعاون في مختلف المجالات، لا سيما البنية التحتية والطاقة المتجددة والصحة والتنمية المستدامة.
وأشاد الرئيس شي جينبينغ بموقف تونس الداعم للمسائل الداخلية الحيوية للصين، مؤكدا على دعم بلاده للقيادة التونسية وخياراتها الوطنية، ورفضها التام لأي تدخل أجنبي في شؤونها، كما أكد على استعداد الصين لمواصلة دعم تنمية تونس، وفتح أسواقها أمام المنتجات التونسية، وتوسيع آفاق التعاون في قطاعات الشباب والتعليم العالي والبحث العلمي.
وفي ختام جلسة العمل، صدر بيان مشترك بين الجمهورية التونسية وجمهورية الصين الشعبية، أعلن فيهما إقامة علاقات شراكة استراتيجية بين البلدين، تعميقا للصداقة وتوسيعا لأطر التعاون.
وتوجت الزيارة بتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون في مجالات عدة، من أبرزها الاتفاق الاقتصادي والفني، ومذكرة تفاهم لإنشاء فريق عمل معني بالاستثمار، واتفاقية للتعاون بين الإذاعة الوطنية التونسية ونظيرتها الصينية، إلى جانب مذكرة تفاهم في مجال الإعلام بين التلفزة التونسية ومجموعة الصين للإعلام.
واختتمت الزيارة بمأدبة غداء فاخرة أقامها الرئيس الصيني شي جينبينغ على شرف الرئيس التونسي قيس سعيّد، حضرها أعضاء الوفدين التونسي والصيني.
وتعد هذه الزيارة تأكيدا على متانة العلاقات التونسية الصينية وعزم البلدين على المضي قدما في تعميق أواصر الصداقة والشراكة الاستراتيجية بينهما.
إيمان مزريقي