احتفت معتمدية وادي مليز، اليوم الأحد 10 نوفمبر 2024، بعيد الشجرة بفعالية تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية البيئة والتشجير، تحت إشراف السيد المعتمد رامي البجاوي، وجمعت هذه المناسبة ممثلين عن مختلف المؤسسات الحكومية، من بينها مصالح الغابات، الديوان الوطني، وحدات الحماية المدنية، الشرطة والبلدية، السيد رؤوف الفقيري مجلس النواب وممثلو المجلس المحلي، بالإضافة إلى جمعية المرأة الريفية بجندوبة، وبفضل هذا التنوع في الحضور، ارتسمت لوحة حية من التضامن والتفاعل بين الأطراف المعنية بالمحافظة على البيئة.
مقالات ذات صلة:
وادي مليز : تظاهرة ثقافية احتفاء بـ"مصيف الكتاب"
وادي مليز: تظاهرة "الوقاية من العنف بالوسط المدرسي"
وقد تضمنت الفعالية زراعة مجموعة من الأشجار في حديقة حي الجسر، حيث التقى أفراد من المجتمع المدني والعاملين في مؤسسات الدولة في أجواء من التآزر والالتزام المشترك، اذ تعد هذه الأشجار بمثابة الرئة الخضراء للمنطقة، وتشكل رمزا لالتزام المجتمع بحماية البيئة واستدامتها، ولتوفير هواء نقي للأجيال القادمة، وقد قامت ممثلة عن مصالح الغابات بتقديم إرشادات تفصيلية حول كيفية العناية بالأشجار وحمايتها، مسلطة الضوء على أهمية كل شجرة في تحسين جودة الهواء، تثبيت التربة، ودورها الحيوي في مواجهة تحديات التغير المناخي.
وقد شدد ممثلو جمعية المرأة الريفية بجندوبة، وهي من أبرز الجمعيات المشاركة في هذه الفعالية، على أن البيئة لا يجب أن تكون مجرد موضوع خطابات موسمية، بل يجب أن تتحول إلى جزء لا يتجزأ من حياة الأفراد اليومية، كما أكدت الجمعية على أهمية تمكين النساء والشباب ليكونوا روادا في مجال التشجير والمحافظة على الموارد الطبيعية، وذلك عبر نشر ثقافة بيئية مستدامة تستند إلى الوعي والإدراك العميق لقيمة الطبيعة.
وفي هذا السياق، أشار السيد المعتمد رامي البجاوي إلى أن التشجير يعد من أكثر الحلول الفعالة والبسيطة في التصدي للتغير المناخي، حيث تسهم الأشجار في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، وتنتج الأكسجين، وتساعد على تلطيف درجات الحرارة، خاصة في المناطق الريفية التي تعاني من التأثيرات السلبية للاحتباس الحراري، كما أكد على ضرورة مواصلة مثل هذه الفعاليات لتحقيق الأهداف البيئية المستدامة، ودعا كافة الأهالي للمشاركة في العناية بالمناطق المشجرة، لتعزيز الوعي الفردي والمسؤولية الجماعية تجاه البيئة.
وتأتي هذه الفعالية كمثال حي على جهود تونس في نشر الوعي البيئي، والحفاظ على التراث الطبيعي، وتطوير مبادرات تساهم في بناء مستقبل أكثر اخضرارا، وبينما تختتم الفعالية، يبقى النداء مستمرا للأهالي للمشاركة في الحفاظ على المساحات الخضراء، ليصبح هذا الاحتفال السنوي رمزا للاستدامة والوفاء للأرض، ودعوة دائمة للعناية بالبيئة كجزء من ثقافتنا ومسؤوليتنا تجاه الأجيال القادمة.