اختر لغتك

شغب الملاعب: كرة النار التي تهدد الرياضة التونسية… إلى متى الصمت؟

شغب الملاعب: كرة النار التي تهدد الرياضة التونسية… إلى متى الصمت؟

شغب الملاعب: كرة النار التي تهدد الرياضة التونسية… إلى متى الصمت؟

"عندما تتحول المدرجات إلى ساحات معارك، ويصبح الهتاف وسيلة للتحريض بدل التشجيع، ندرك أننا أمام أزمة أعمق من مجرد مباراة كرة قدم". بهذه الكلمات وصف أحد المحللين الرياضيين حالة العنف المتصاعد التي باتت تهدد ليس فقط مستقبل الرياضة التونسية، بل السلم الاجتماعي برمته.

مقالات ذات صلة:

عنف الملاعب في تونس.. أزمة متفاقمة وقرارات ردعية أمام اختبار التنفيذ

فضيحة عنصرية تهز الملاعب الإنجليزية.. الجامعة التونسية تتحرك لنصرة حنبعل المجبري

تقنية الفار تدخل رسميًا إلى ملاعب الكرة التونسية!

جلسة طارئة… وقرارات حازمة

انعقدت مساء اليوم الإثنين 17 فيفري 2025، جلسة عمل طارئة بإشراف وزير الشباب والرياضة الصادق المورالي، بحضور المكلفة بتسيير الديوان نرجس بالطيفة، ورئيس الجامعة التونسية لكرة القدم معزّ الناصري، إلى جانب عدد من القيادات السامية بوزارة الداخلية، ورئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة بوجلال البصيري، والمدير العام للحي الوطني الرياضي قيس بوزيان، ومسؤولين أمنيين ورياضيين آخرين، لمناقشة تداعيات العنف الجماهيري الذي انفجر في أكثر من ملعب وقاعة رياضية خلال الأيام الأخيرة.

الاجتماع جاء عقب الأحداث الدامية التي شهدها الملعب الأولمبي حمادي العقربي برادس، خلال لقاء السوبر بين الترجي الرياضي التونسي والملعب التونسي، وأعمال العنف في قاعة محمد الفطناسي ببنزرت خلال مباراة أصاغر إسمنت بنزرت والنادي الإفريقي في كرة السلة، والتي كشفت عن مدى تغلغل ثقافة العنف داخل الرياضة التونسية، حتى في أصناف الشبان!

عنف الجماهير… كرة لهب تحرق الجميع

لم يعد العنف في الملاعب التونسية مجرد أحداث معزولة أو نتيجة توتر اللحظة، بل أصبح ظاهرة ممنهجة تعكس احتقانًا اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا يتجاوز أسوار الرياضة.

من يزرع العنف؟

تتعدّد الأسباب بين خطاب الكراهية في الإعلام الرياضي، ضعف العقوبات، غياب الوعي الجماهيري، التراخي الأمني، وتوظيف الرياضة لخدمة أجندات سياسية وجماهيرية. كل ذلك جعل العنف يتحول إلى ثقافة، يُلقَّنها الصغار قبل الكبار، فتجد مشاهد الشغب تتكرر حتى في مباريات الفئات العمرية الصغيرة!

🔴 الملعب يتحوّل إلى ساحة صراع

في كل مباراة، تُرفع الشعارات الجهوية، تُشعل الشماريخ داخل القاعات والملاعب، تُقذف الحجارة والكراسي، وتبدأ الاشتباكات مع الأمن… وكأننا في معركة وليس في حدث رياضي! أين الخلل؟ هل هو في الجماهير، أم في المنظومة بأكملها؟

قرارات عاجلة… هل تكون كافية؟

أمام هذا التصعيد، قررت السلطات اتخاذ إجراءات صارمة لمحاولة ضبط الوضع، تمثّلت في:

🔹 منع دخول المشاغبين: سيتم بالتنسيق مع وزارة العدل إقرار عقوبات تكميلية تمنع ذوي السوابق في العنف الرياضي من دخول المنشآت الرياضية، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى ردع المعتدين.

🔹 "الويكلو" كعقوبة للجماهير العنيفة: سيتم فرض عقوبة اللعب دون جمهور على الفرق التي تتسبب جماهيرها في أعمال الشغب، مع تطبيق القانون بصرامة من قبل الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة.

🔹 ضبط الإعلام الرياضي: توجيه دعوة إلى وسائل الإعلام لتجنب التصريحات التحريضية التي تؤجج العنف، في ظل انتشار ثقافة الإثارة والمناكفات الإعلامية التي تشعل الفتن بين الجماهير.

🔹 مسؤولية المسيرين واللاعبين: إلزام رؤساء الأندية، الفنيين، اللاعبين، والمسيرين بعدم الإدلاء بتصريحات تحريضية، وتحمّل مسؤوليتهم في توجيه الجماهير نحو الروح الرياضية.

هل يكفي القمع الأمني لوقف العنف؟
من السهل إصدار قرارات ومنع الجماهير من دخول الملاعب، لكن هل هذا هو الحل؟ التجربة أثبتت أن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي، بل قد تزيد من حدة الاحتقان، خاصة إذا لم تواكبها إصلاحات اجتماعية وثقافية وتعليمية تعيد تشكيل وعي الجماهير وتوجههم نحو ثقافة رياضية سليمة.

📌 إصلاحات ضرورية لمواجهة الظاهرة

✔ تغيير جذري في الإعلام الرياضي: بدل الخطاب الاستفزازي الذي يؤجّج الأوضاع، يجب تعزيز ثقافة الحوار والتحليل الهادئ والمسؤول.

✔ إدراج التربية الرياضية في المناهج التعليمية: لتنشئة جيل يحترم المنافسة الرياضية ويبتعد عن العنف.

✔ تحفيز الجماهير على التشجيع الإيجابي: من خلال تنظيم حملات توعوية، ودعم مبادرات الروابط التي تعمل على تهذيب السلوك الجماهيري.

✔ محاسبة صارمة للمحرضين: سواء كانوا مسؤولين، إعلاميين، أو حتى لاعبين، يجب تطبيق القانون على كل من يثبت تورطه في تأجيج الجماهير.

متى نرى تغييرًا حقيقيًا؟

أحداث العنف الأخيرة ليست مجرد مشاهد عابرة، بل هي رسالة واضحة بأن كرة القدم التونسية دخلت منعرجًا خطيرًا، يستوجب قرارات جريئة تتجاوز الحلول الظرفية إلى إصلاحات جذرية في المنظومة الرياضية بأكملها.

فهل يكون هذا الاجتماع نقطة تحوّل فعلية، أم أننا سنعود إلى نفس المشاهد في المباريات القادمة؟

آخر الأخبار

مهدي المناعي يثير الجدل في برنامج "رونديفو 9" بعد تصرف مسيء تجاه زميلته

مهدي المناعي يثير الجدل في برنامج "رونديفو 9" بعد تصرف مسيء تجاه زميلته

تعيين الحكم سيف الورتاني لإدارة مباراة النادي الإفريقي والأولمبي الباجي

تعيين الحكم سيف الورتاني لإدارة مباراة النادي الإفريقي والأولمبي الباجي

حامد مبارك: هل يُعتبر الدفاع عن الفريق تجاوزًا أم حقًا مكفولًا في إطار حرية التعبير؟

حامد مبارك: هل يُعتبر الدفاع عن الفريق تجاوزًا أم حقًا مكفولًا في إطار حرية التعبير؟

قيس سعيّد يكشف تفاصيل مشروع "مدينة الأغالبة الطبية" ويفجر مفاجآت حول محاولات تعطيله!

قيس سعيّد يكشف تفاصيل مشروع "مدينة الأغالبة الطبية" ويفجر مفاجآت حول محاولات تعطيله!

صفقة تبادل تاريخية: الإفراج عن 602 أسير فلسطيني في مقابل 6 رهائن إسرائيليين!

صفقة تبادل تاريخية: الإفراج عن 602 أسير فلسطيني في مقابل 6 رهائن إسرائيليين!

Please publish modules in offcanvas position.