شهدت العاصمة التونسية بعد ظهر الجمعة 23 سبتمبر 2016، نزول كميات غزيرة جدا من الأمطار، مما تسبب في تعطل حركة المرور وتوقف وسائل النقل العمومي بمختلف الشوارع الرئيسية للعاصمة والأحياء المتاخمة لها جراء ارتفاع منسوب المياه.
وغصت شوارع العاصمة التونسية بالمئات من المواطنين الذين علقوا بعدد من الشوارع الرئيسية التي تحولت في ظرف حوالي 15 دقيقة من فترة نزول الأمطار إلى برك سباحة متنقلة من المياه الآسنة لامتزاجها بمياه الصرف الصحي، مما حال دون تمكن المواطنين من قضاء شؤونهم، أو العودة إلى منازلهم، و كذلك الشأن بالنسبة للموظفين، لاسيما وأن حركة النقل العمومي توقفت بشكل شبه كامل.
هطول الأمطار بشكل طوفاني في العاصمة التونسية استدعى تدخل الحماية المدنية لإزاحة بعض السيارات العالقة في الأوحال بعدد من الشوارع الرئيسية على غرار لافيات وفلسطين والباساج.
كما تدخلت الحماية المدنية التونسية لمساعدة 65 طفلا علقوا بروضتين بباب سعدون، قلب العاصمة، وإرسال فريق نجدة إلى حي الملاسين الشعبي لتسهيل مرور قطار الخط الرابط بين العاصمة وولاية جندوبة، شمال غرب البلاد.
المشهد ذاته شهدته ولاية أريانة (شمال العاصمة) ومنوبة (غرب العاصمة) والمنستير وسوسة، وسط شرق البلاد، حيث تسبب هطول الأمطار في شلل تام في حركة المرور وغرق العديد من السيارات في برك المياه والأوحال، إضافة إلى تسرب المياه إلى عدد من المؤسسات العموميةن من ذلك مستشفى سوسة.
إلى ذلكن قامت الوحدات التابعة للحماية المدنية في سوسة التونسية بتدخلات نجدة وإنقاذ، وذلك بإزاحة حافلة سياحية على مستوى أحد الفنادق وعدد من وسائل النقل العالقة في مجرى وادي "بليبان".
غرق العاصمة التونسية وعدد من الولايات الأخرى في تجمع المياه جراء نزول الأمطار بكميات كبيرة أصبحت عادة موسمية تعيشها البلاد كل سنة، الأمر الذي يكشف بوضوح هشاشة البنية التحتية في البلادن ويطرح تساؤلات جمة حول دور ديوان التطهير ووزارة التجهيز في تجنيب تونس "الغرق" كلما تهاطلت الأمطارن وفق متابعين.
وفي هذا الإطار، قال عمر منصور، والي تونس في تصريح إعلامي إن السلطات ستقوم باتخاذ التدابير الضرورية لتحديد مختلف الإشكاليات المسببة لتجمع المياه في شوارع العاصمة كلما تهاطلت الأمطار.