الأجهزة الأمنية التونسية تكثف الانتشار العسكري على الشريط الحدودي وتعزز المراقبة الجوية بأجهزة الكترونية متطورة.
رفعت السلطات الأمنية التونسية من جاهزيتها على الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد لقطع الطريق أمام تسلل جهاديين قادمين من ليبيا وسوريا والعراق بعد أن تضييق الخناق على معاقلهم، فيما أعلن القضاء أنه حكم بالإعدام على سيف الله بن حسين أمير تنظيم أنصار الشريعة المحظور.
وقال مصدر أمني إن الأجهزة الأمنية بين يديها معطيات دقيقة حول تخطيط العشرات من الجهاديين التونسيين للتسلل إلى داخل البلاد عبر الحدود مع الجارة ليبيا مشددا على أنه تم اتخاذ إجراءات مادية ولوجستية إضافية من شأنها أن تحبط مخططات الجهاديين.
وأضاف المصدر أن عددا من الخلايا التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية نظمت صفوفها وانتشرت على مستوى الحدود بعد أن نجحت في الفرار خاصة من مدينة سرت أين تلقت معاقل التنظيم ضربات موجعة قادت بالجهاديين إلى محاولة فتح ثغرات على الشريط الحدودي.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه المحكمة الابتدائية بتونس عن حكمها بالإعدام ضد سيف الله بن حسين الملقب بأبو عياض أمير تنظيم أنصار الشريعة المحظور على خلفية تورطه في ذبح جنود تونسيين.
ويعد أبو عياض الذي يقيم في الصحراء الليبية تحت حماية الجماعات الليبية المسلحة من أخطر القيادات الجهادية التونسية التي تتهمها السلطات بالوقوف وراء الهجمات الدموية التي تعرضت إليها البلاد خلال السنوات الخمس الماضية.
وتقول تقارير أمنية إن أبو عياض يشرف على ثلاث معسكرات لتدريب الجهاديين التونسيين على شتى أنواع القتال بما فيها التدرب على استخدام المتفجرات من أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة.
وعلى امتداد السنوات الماضية تحولت ليبيا إلى خزان للجهاديين التونسيين الذين استفادوا كثيرا من الفوضى الأمنية ونفذوا عدد من الهجمات الخطيرة كان أبرزها هجومي باردو وسوسة العام 2015 الذي راح ضحيتهما أكثر من 150 ضحية بين قتيل وجريح إضافة إلى هجوم بن قردان الذي كان يهدف إلى إقامة إمارة إسلامية في الجنوب.
وقال المصدر الأمني إنه تم الرفع من جهوزية كل الوحدات الأمنية والدفاعية من خلال منظومة متكاملة تعزز المنظومة القائمة وذلك من خلال تركيز أجهزة مراقبة الكترونية متطورة منها العشرات من كاميرا المراقبة وأجهزة "السكانار".
وأكد المصدر أن المنظومة الدفاعية التي ركزتها تونس مند ثلاث سنوات على الحدود مع ليبيا هي منظومة دفاعية ناجعة غير أنه أشار في المقابل إلى أن تخطيط الخلايا الجهادية للتسلل إلى داخل التراب التونسي دفع بكل الوحدات الأمنية بما فيها الجيش إلى تعزيزها تكنولوجيا ولوجستيا.
وتنشط العشرات من الخلايا الجهادية على الجهة الشرقية للحدود بكثافة وتتكون كل خلية من خمسة أو سبعة عناصر غالبيتهم من الجهاديين الذين قاتلوا في ليبيا وسوريا وفي العراق وفق ما تقول التقارير الأمنية.
وكان العقيد بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع قد أكد لوسائل الإعلام المحلية الأربعاء أن وحدات الجيش رفعت من جهوزيتها من خلال تكثيف انتشارها على الشريط الحدودي وتعزيز المراقبة الجوية لمنع أي محاولة قد يقوم بها الجهاديون للتسلل.
وكشف الوسلاتي أن وزارة الدفاع ستقوم بتركيز مراقبة إلكترونية على امتداد الشريط الحدودي خاصة وأنها استكملت تركيز منظومة الحواجز الترابية العازلة من سواتر وخنادق.
وخلال الأسابيع الماضية نجح أكثر من 4000 عون ينتمون إلى مختلف الأجهزة الأمنية والجمركية ووحدات الجيش من تضييق الخناق على الجهاديين بعد أن تمكنوا من إحباط عددا من المخططات وتفكيك الخلايا وشبكات التهريب المتحالفة مع الجهاديين.
غير أن المصدر الأمني لم يخف الصعوبات التي تواجهها تونس في التصدي لنشاط الجهاديين خاصة بعد أن تركيز خلايا متحالفة مع شبكات التهريب التي قويت شوكتها في البلاد.
وتؤمن شبكات التهريب تنقل الجهاديين العائدين من ليبيا وسوريا والعراق عبر مسالك وعرة للالتحاق بالخلايا الجهادية المتمركزة خاصة في مرتفعات الجبال وفي مقدمتها جبال الشعانبي المحاذية للحدود الغربية مع الجزائر والتي تعد أحدى أخطر معاقل الجهاديين.