منذ إعلان فوز – دونالد ترامب-برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، تترقب الأسواق المالية تصريحاته المتتالية، خاصة أنه مؤيد لسياسة فرض الحماية التجارية على المنتجات الأميركية.
تصريحات ترامب التي يطلقها من وقت لأخر عبر وسائل الإعلام أو عبر تدويناته على موقع الرسائل القصيرة – تويتر- تسببت في غضب بعض الدول مثل ألمانيا والمكسيك، واليابان.
ترامب واتفاقية الأطلسي مع أوروبا
فوز دونالد ترامب المؤيد لسياسات الحماية التجارية في انتخابات الرئاسة الأمريكية وتشكيك أوروبا المتزايد في الولايات المتحدة تحت قيادته ربما يضعفان احتمالات إبرام الاتفاقية المزمعة للتجارة الحرة عبر الأطلسي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ترامب سبق وأن قال إن اتفاقيات التجارة الدولية تضر العمال الأمريكيين وتؤثر سلباً على قدرة البلاد التنافسية
رئيس اتحاد الصناعات الهندسية في ألمانيا ثيلو برودتمان يقول: “إذا اتبع أكبر اقتصاد في العالم سياسة حمائية فإن ذلك سيؤثر على بقية العالم. نأمل بألا تتحول أقواله إلى أفعال.”
من جانبه، قال بيرند لانج رئيس لجنة التجارة الدولية بالبرلمان الأوروبي لمجلة الكترونية حينما سئل عن تأثير فوز ترامب على المفاوضات: “اتفاقية الشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي باتت من الماضي”.
وقالت سيسيليا مالستروم مفوضة الاتحاد الأوروبي للتجارة إن من السابق لأوانه تقييم أثر فوز ترامب، لكن توقف المفاوضات كان حتمياً بصرف النظر عن شخصية الفائز، وأضافت: “كم من الوقت سيستغرق هذا التوقف؟ من المستحيل تحديد ذلك… فهناك غموض شديد.
الصين ودعم اليوان
تدخلت الصين في سوقي اليوان في الداخل والخارج لدعم العملة المتعثرة، مما يثير تكهنات بأنها ترغب في إحكام قبضتها على العملة قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
ووضع البنك المركزي نقطة المنتصف اليومية لليوان عند مستوى أقوى من المتوقع وقامت البنوك الحكومية ببيع الدولارات في حين ارتفعت تكلفة الاقتراض لليوان الخارجي وهي كلها عوامل تشير إلى تدخل حكومي للحد من خسائر العملة
وساعدت تلك الخطوات اليوان على الارتفاع 0.1 في المئة رغم صعود مؤشر الدولار العالمي بينما بلغ اليوان في الأسواق الخارجية أعلى مستوى له في أسبوعين.
وتشتد مخاوف المستثمرين العالميين بشأن اليوان قبل تنصيب ترامب في 20 يناير.
كان ترامب قد هدد خلال حملة الانتخابات الرئاسية بفرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات السلع الصينية ووصف بكين بأنها تتلاعب في سعر العملة.
ترامب يهاجم تويوتا وجنرال موتورز وفورد
غرد ترامب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “تويوتا موتور أعلنت أنها ستبني مصنعا جديدا في باخا بالمكسيك لتصنيع سيارات كورولا للتصدير إلى الولايات المتحدة، مستحيل! ابنوا المصنع في الولايات المتحدة أو ادفعوا ضريبة حدود كبيرة.” الحكومة اليابانية أعلنت أن تويوتا موتور ليس لديها نية لنقل مصانعها من الولايات المتحدة الأمريكية.
وزير التجارة الياباني، هيروشيغه سيكو:” شركة صناعة السيارات اليابانية توظف 1.5 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية. وأود أن أضيف أنه ليس لدينا نية لنقل مصانعنا في الولايات المتحدة إلى المكسيك أو بلدان أخرى.”
وهاجم ترامب كذلك جنرال موتورز وفورد الأمريكيتين، ما دفع الأخيرة لإلغاء خطة بناء مصنع في المكسيك بقيمة 1.6 مليار دولار، وتوسيع عملياتها داخل الولايات المتحدة الأمريكية
ويخطط ترامب إلى فرض رسوم نسبتها 35 بالمئة على السيارات المستوردة من المكسيك حيث يتم تصنيعها بتكلفة أقل من الولايات المتحدة الأمريكية.
ترامب والمكسيك
أعلنت الجمعية المكسيكية لصناعة السيارات، أن مكسيكو يمكن أن تلجأ لمنظمة التجارة العالمية إذا ما قررت ادارة دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على الصادرات المكسيكية إلى الولايات المتحدة.
وقال رئيس الجمعية ادواردو سوليس أن صادرات السيارات من المكسيك إلى الولايات المتحدة زادت بنسبة 10% تقريبا فى ديسمبر.
وأوضح أنه إذا ارادت الولايات المتحدة فرض رسوم على صادرات السيارات من المكسيك إلى الولايات المتحدة يتعين عليها أولا أن تنسحب من اتفاقية التبادل التجارى الحر فى أمريكا الشمالية.
وأضاف أنه حتى إذا انسحبت ادارة ترامب من نافتا فإن الولايات المتحدة تبقى عضوا فى منظمة التجارة العالمية وملزمة بالتالى بالرضوخ لقواعدها التى “تمنعها من فرض ضرائب تزيد عن نسبة 2,5%” على السيارات الخفيفة و”عن 25% على شاحنات بيك-أب”.
وأكد أنه فى حال فرضت الولايات المتحدة ضرائب تزيد عن هذه السقوف فإن المكسيك يمكنها حينئذ الإعتراض على ذلك أمام منظمة التجارة العالمية.