هل لبس نجل الرئيس حافظ قائد السبسي البدلة الرسمية لرئيس الحكومة؟ سؤال يجد ما يبرره داخل الحياة السياسية بعد التحركات الأخيرةلحافظ وتدخله في أكثر من موقع ليثير هذا الأخير جدلا حول تداخل السلطة من جهة والعائلة من جهة أخرى.
وقد عاد هذا الموضوع إلى سطح الأحداث مع التحضيرات المكثفة لزيارة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلى ولاية قفصة، ولم يكن الجدل ليتصاعد لا من ناحية الوعود الرئاسية لهذه الولاية بل بسبب تدخل ابن الرئيس في التحضير لاستقبال «الباجي» بهذه الجهة سواء من الناحية البروتوكولية أو الاستقبال الشعبي وما يحيط به من تحضير امني.
تدخل ابن الرئيس في الدولة لم يعد خافيا على احد وسط تكتم كبير من الحكومة ومن الرئاسة ذاتها في تأكيد واضح على سطوة الرجل وعدم قدرة المعنيين بالأمر على «ردعه» وتذكيره بان التلازم بين السلطة والحزب قد ولى وان التداخل بين الحكم والعائلة لم يعد أمرا مبررا.
بيد أن ذلك لم يحصل ليواصل نجل الرئيس صولاته «الحكومية» سواء بفرض التعيينات على رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد أو حتى على رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
بالعودة إلى «كتيبة» حكومة الشاهد والمتكونة من نحو 40 شخصا يلاحظ المتتبع للشأن العام أن من «وزروا» في حكومة الوحدة الوطنية من الندائيين قريبون من حافظ قائد السبسي على غرار وزير التربية ناجي جلول ووزيرة السياحة سلمى اللومي ووزير النقل أنيس غديرة، وقد أسهم جميعهم بالإضافة إلى عدد من كتاب الدولة في دعم «ابن الرئيس» في كل خلافاته مع خصومه السياسيين سواء محسن مرزوق أو رضا بلحاج وهي إشارة قوية على أن هذه المساندة لم تحكمها أولوية الحزب بقدر ما حكمتها المحافظة على مصلحة البقاء على رأس الوزارة.
وكان القيادي بالنداء عبد العزيز القطي قد نشر على صفحته بـ»الفايس بوك» بتاريخ 20 ديسمبر2016 روزنامة اللقاءات التي قام بها حافظ قائد السبسي بـ9 من أعضاء الحكومة وهو ما اعتبر تداخلا بين الحكومة والحزب.
التدخل في التسميات الوظيفية
كشف تقرير سابق لمنظمة «أنا يقظ « وعلى لسان المدير التنفيذي للمنظمة مهاب الروي « أن عضو الهيئة السياسية لنداء تونس نبيل القروي والقيادي في النداء حافظ قائد السبسي تدخلا سنة 2011 من أجل ترقية دليلة بدر قوبعة.
كما أكد الروي في تصريح إذاعي أن قوبعة هي المكلفة بمنح قروض دون ضمانات في بنك الإسكان، وقد تدخل كل من القروي وقائد السبسي لترقيتها إلى مدير عام للبنك المذكور وهو ما تم فعلا.
وأشار أيضا إلى أن قوبعة تمت ترقيتها سنة 2014 لمنصب رئيس مدير عام شركة تأمينات سليم التابعة لبنك الإسكان.
وقد طالب مهاب الروي حينها البنك المركزي بفتح تحقيق في هذا الموضوع.
قائد السبسي الابن.. يطيح بمدير الأمن
لم تكن استقالة مدير الأمن الوطني عبد الرحمان الحاج بمعزل عن تدخل حافظ قائد السبسي الذي ارتبط اسمه بخلافات حادة مع الأمني المستقيل على خلفية ما اصطلح على تسميته «بأزمة التجسس على نجل الرئيس» وقد حاول عدد كبير من الندائيين والمقربين من «حافظ» الضغط على رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد من اجل عزله من منصبه والإطاحة به لفائدة قائد السبسي الابن إلا أن ذلك لم ينجح إلى حدود تشكيل الحكومة الوطنية ليتقرر بعدها «إبعاد» الحاج علي ساعات قبل زيارة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلى الجزائر.
ولم يلتزم الحاج علي الصمت خاصة وان استقالته كان مفاجئة للجميع وفي وقت شهدت فيه المؤسسات الأمنية انتصارات واسعة في حربها على الإرهاب وقال في هذا السياق في حديث خاص لـ»الصباح»،»أن هناك مساعي للسيطرة على الوزارة وتوظيفها لغايات ومصالح شخصية».
ويبقى السؤال الأبرز لماذا عجز الجميع عن ردع صولات حافظ قائد السبسي؟ ومن أين يستمد الرجل كل هذه «الجرأة»؟