معارضون لسياسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب يتظاهرون وسط العاصمة واشنطن التي تحولت إلى مربع أمني استعدادا لحفل تنصيبه.
نيويورك- إحتشد الآلاف وبينهم العديد من المشاهير في نيويورك احتجاجا على مواقف الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب عشية تنصيبه في واشنطن. وقد اختير التجمع في هذا المنطقة، إذ يقع فيها برج وفندق ترامب انترناشيونال الذي يحمل اسم الرئيس المنتخب.
وإلى جانب رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو، شارك في التجمع كل من روبرت دي نيرو، المغنية شير، الممثل أليك بالدوين، المخرج مايكل مور والممثل مارك روفالو. وحمل المتظاهرون لافتات كتبوا على بعضها "مكافحة ترامب كل يوم"، "العدالة والحقوق المدنية للجميع" و"الحب يتغلب على الكراهية".
وقال المصمم المتحدر من نيويورك باتريك مافروس "نحن نواجه إدارة ترامب والقيم التي تمثلها إدارته". واضاف "هذا يرمز الى حقيقة ان الناس لن يقفوا مكتوفين أو يتركوهم يفعلون ما يريدون"، موضحا "سنراقب (الوضع) ونضعهم في مواجهة مسؤولياتهم".
وقال كارول باي المعالج النفسي الذي حضر الى التظاهرة ترافقه زوجته "نحن هنا لأننا نشعر بأننا سنفقد كل مكاسب السنوات الخمسين الفائتة" وهي على حد تعبيره "الحقوق المدنية وحرية التعبير والحق في الصحة وحقوق المرأة، الخ".
واعتبر بيل دي بلاسيو الذي أبدى مرارا معارضته لترامب خصوصا في ما يتعلق بمسائل الهجرة، أن "الغد ليس النهاية، إنه البداية". واضاف "لا نخشى المستقبل، وهو سيكون أفضل إذا كان صوت الشعب مسموعا".
وحولت الشرطة العاصمة واشنطن إلى مربع أمني استعداداً لحفل تنصيب ترمب، الجمعة. وسيضرب طوق أمني حول مساحة 8 كيلومترات من وسط واشنطن، وذالك بالاستعانة بقرابة 28 ألف عنصر أمن لحماية الحفل.
وقد وصل الرئيس ترمب إلى العاصمة الاميركية، عشية حفل التنصيب، برفقة زوجته ميلانيا على متن طائرة حكومية. فيما ينتظر خروج أكثر من ربع مليون متظاهر خلال مراسم تنصيب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأميركية.
في المقابل، امتنع أكثر من 50 نائباً ديمقراطياً في مجلس النواب عن حضور المراسم، فضلاً عن شخصيات فنية من هوليوود، أعربت عن رفضها لمواقف ترامب إزاء أقليات دينية وعرقية. فبعد ساعات يدخل ترمب البيت الأبيض والعالم على موعد مع مفاجآت معه.
فقد تبنى الرئيس المنتخب ترمب مواقف قديمة جديدة في شرق أوسط مليء بالأزمات والتحولات المعقدة. حيث يرى فيما يتعلق بالملف السوري أن المشكلة الأساسية لا تتعلق بالأسد بل بتنظيم داعش، وهو ما يتوافق تماماً مع الموقف الروسي، ما يعني دوراً أوسع لبوتين في سوريا رغم تحفظات حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وانتقالاً إلى الملف الفلسطيني ورغم إشارته في محافل عدة إلى اتخاذ موقف محايد، إلا أن الواقع يبدو مغايراً، حيث تعهد ترمب خلال حملته بنقل سفارة واشنطن إلى القدس، وهو أمر إن حصل ينذر بتصعيد كبير لا تحمد عقباه.
ورغم تصريحاته بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران أو تعديله، إلا أن المحللين يرون أن ترمب لن يستطيع التأثير في مسار الاتفاق، بل سيحاول استيعاب الدرس من الرئيس أوباما بأنها دولة إقليمية لها مصالحها، وعلى هذا الأساس يتوجب على بلاده التعامل معها، إن رغبت واشنطن في التأثير على طهران لوقف تدخلاتها التي تزعزع استقرار عدد من الدول العربية.