إهداء : إلى روح الشّهيد الطّفل محمد الدرة.
القصيدة الفائزة بالجائزة الأولى في المسابقة الوطنية التي أُقيمت بواد سوف بالملتقى الوطني الثّاني للشّعر الفصيح سنة2011م.
يا روح روحي خشــــوع الصَّمت يقتلني
دعي الشِّفـــــاه تقــول ما تقولينـــــــــا
كُلّ القصــــــائد ماتت في رُبـى بلــدي
هل تُزهـر الأرض إن تُقبر قوافينـــــا ؟
الجُرح يكتـبني للحُـزن أغنيـــــــــة
و الحُزن يرسمني للجُرح سكِّينــــــــا
قد أقبل البُعـد يا صمتًــــــا ليُنطقنــي
فاللَّيل يعصرني شوقًــــا لماضينـــــــا
قلبي يُعــــــــــاتبـني و الوجد يعبرنـــي
آهات سرِّي فـرَّت من أيادينــــــا
ها أسألُ الفجر أن يـأتي لساحلــنــا
و أسألُ الشَّمس أن تكسو روابينــــا
ما كنتُ أدرك أنَّ الشّعـر خـــارطتـي
أمشي أفتِّـش عنِّي يا دواوينـــــــــــا
سهمُ السُّكون أصاب اليـــوم مُلهمتـي
و الشَّوكُ يغرس في ليـلي مآسينــــا
أين الضِّياء ..؟ و جسر النّور حطَّمه
باسم الحضارة قومٌ ضيّعوا دينـــــا
كلُّ المدافع خرسى في مواقعنــــــــــــا
إن تنطق السُّم فابن العـمّ ساقينـــا !
سدِّد سلاحك يا صهيون في جسدي
و اِضغط زنادك إنَّ النّصـر آتينــــا
ما يدفع الموتَ إلاّ الموت في وطنـي
للقدس نمضي و هـديُ الله هادينــــا
أنـتَ البطولـة يا ثـــأرًا يُحرِّكنـــــــــا
يا "درّة القدس" كنتَ الموتَ تُحيينا
دعْنـي أُفجِّرنـي في الظُّلـم قنبلـــــةً
عطر الشَّهــادة بالأقصـى أمانينـــــا
هذي الحشـود تهـبُّ اليـوم ثائـــــــرة
إلى صلاحٍ تحيل اليأس حطّينـــا
إنّـا نسيــــــر و سيـف الله نُشْهـره
في وجه مَن نهب الزيتون و التّينـا
المـوت نُذهلـه في كـلِّ موقعـــــــــــة
ما كان يُرهبنا يا طـور سينينـــــــا
يا جنة الخلد شـوق الشّـوق يحملنـــــا
نحو الجهاد و نصـرًا في فلسطينـــا
ياسين مية مفتاح (وهران - الجزائر)