ألمحت كاتبة في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' صباح اليوم إلى دور استخباري إسرائيلي في الأزمة الخليجية الراهنة والحملة ضد قطر، إذ قالت في مستهل مقالها: "إن الذي تسبب بالأزمة ليس 'التحريض' في قناة الجزيرة ضد جيران قطر، ولا الشكاوى عن تدخل الدوحة بشؤون خمس دول، بل شيء آخر أدى إلى الانفجار، إنها معلومة استخبارية".
وأضافت الكاتبة سمدار بيري المتخصصة بتغطية الشؤون العربية أن "هناك من وضع معلومات مدينة على طاولة ملك السعودية، الرئيس المصري، وحاكم الإمارات وملك البحرين، بخصوص مسارات نقل الأموال التي خرجت من قطر بطرق ملتوية حتى حطت لدى تنظيمات الإرهاب الإسلامي، وهناك من اهتم بتصوير حقائب الأموال التي أرسلت إلى السودان وليبيا... نفس الطرف نجح في تأكيد البصمات القطرية في محاولات إسقاط ملك البحرين".
وكلمات بيري هذه تلمح إلى دور محتمل بشكل كبير "لإسرائيل" في تفجير الأزمة الخليجية والحملة على قطر بزعم محاربة الإرهاب، إذ تشن الإمارات بالتعاون مع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة حملة على قطر في واشنطن في محاولة لفرض العقوبات عليها بسبب استضافتها نشطاء من الإخوان المسلمين وقادة حركة حماس.
في موازاة ذلك، واصلت الكاتبة المعروفة بمواقفها العدائية تجاه الحركة الوطنية والحقوق الفلسطينية، والمعروفة أيضا بجمع الشائعات من لوبيات الفنادق والتي تشبه تقاريرها القصص الرخيصة التحريض على د. عزمي بشارة وإعلانه عن اعتزاله العمل السياسي والتفرغ للكتابة الفكرية والعلمية، فادعت أن بشارة ألقى بإعلانه هذا قنبلة، مع أن عزمي بشارة أعلن أنه اعتزل العمل السياسي التنظيمي المباشر منذ سنوات وتفرغ فعلا للبحث العلمي وأسس مركز أبحاث ومعهد أكاديمي.
وادعت أنه يعمل مستشارا في الديوان الأميري للأمير الشاب، تميم بن حمد، وهو ما دحضه بشارة عدة مرات، وأنه أدرك اتجاه الرياح فقرر اعتزال العمل السياسي، فمن "مثله يعرف ويذكر جيدا المعلومات التي جمعت ضده لإدانته واضطرته للخروج من البلاد، كما أن من جمعوا المعلومات قاموا بتعميم هذه الغنيمة الاستخباراتية مع الأجهزة الأمنية في المنطقة، وسارع هؤلاء للإغلاق الأبواب في وجهه إلى أن هبط في قطر"، في إشارة إلى ملاحقة عزمي بشارة الأمنية من قبل "إسرائيل" بتهمة التعاون من المقاومة أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان. والحقيقة أن دول المنطقة لم تغلق أبوابها، بل على العكس، وأنه أقام في قطر بعد تأسيس مركز الأبحاث الذي يديره.
وخلصت بيري إلى القول، على غرار الخطاب السائد في الإعلام الإسرائيلي في هذه الأيام بأن الأزمة هي رسالة تحذير لأمير قطر: "صحيح أن قطر هي الدولة الأغنى في العالم، لكن الحاكم الذي قبض عليه متلبسا يمكن له أن يتحول في كل لحظة على مواصل درب محمد مرسي. وإذا لم ينحن، ولم يلتزم بوقف ألاعيب الإرهاب فسيكون مصيره السجن".
ويأتي تحريض الصحيفة الإسرائيلية استمرارا لحملة تحريضية شنتها وسائل إعلام رسمية في مصر والإمارات والسعودية ضد د. بشارة، بأمر مباشر من الأجهزة الأمنية في هذه الدول، والتي اشترك بها بعض الباحثين عن لفت الانتباه والشهرة الزائفة على وسائل التواصل الاجتماعي.
المصدر : عرب 48