تبدو الفرحة في الكيان الإسرائيلي، بقرار دول عربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والمجالات الجوية مع الدوحة، كبيرة، الى حد وصف القرار الخليجي بـ "الانقلاب العربي الجديد"، فيما اعتبره آخرون بـ "نافذة التعاون" مع تلك الدول.
وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق “موشيه يعلون”، كان أول المعلقين على القرار الخليجي، فقال: "إن ما أقدمت عليه بعض الدول العربية وفي مقدمتها السعودية بقطع علاقاتها مع دولة قطر يعتبر انقلابا عربيا جديدا".
وأضاف يعلون خلال كلمة له خلال مشاركته بمؤتمر إحياء الذكرى الـ50 لحرب 67، أن "إن الدول العربية السنية التي ناصبت العداء لإسرائيل في تلك الحقبة أصبحوا اليوم حلفاء لها يركبون معها بنفس القارب، وهي الدول الرائدة في الوطن العربي".
وتابع يعلون: "إننا جميعا نرى في إيران العدو رقم واحد، وبذلك يكون العرب الذين شكلوا تحالفًا ضدنا في حرب الأيام الستة، قد صعدوا معنا بأنفسهم لنفس القارب".
وأكد، أنه لم يعد هناك أي تهديد وجودي ضد "إسرائيل"، بالإشارة إلى حرب الـ67 التي وصفها “بالحرب التي غيرت وجه الشرق الأوسط”.
وأشار يعلون إلى "أن تلك الدول التي أعلنت قطع علاقاتها مع قطر اعتبرت قطر دولة داعمة للإرهاب، ونحن من جهتنا نعتبرها دولة مارقة، وهذا يعني أنه لا يوجد ائتلاف عربي ضدنا".
نافذة تعاون
قال وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، سيفتح المجال للتعاون بين "إسرائيل" وتلك الدول.
وأوضح ليبرمان، خلال لقاء "ساعة من الأسئلة" داخل "الكنيست" الإسرائيلي، أن "قطع العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج وقطر يعد نافذة للتعاون الإقليمي"، وفق ما أورده موقع "واللا" العبري.
وأكد أن قطع العلاقات "لم يحدث بسبب إسرائيل أو بسبب القضية الفلسطينية"، مضيفا: "من الواضح للجميع، بما في ذلك الدول العربية، إن الخطر الحقيقي على المنطقة بأسرها، هو الإرهاب".
خطوة مثيرة وإيجابية
قال مايكل أورين السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة إن اتجاها جديدا في الشرق الأوسط مفاده "أن تل أبيب لم تعد العدو لكنها باتت حليفا للعرب في مواجهة الإرهاب الذي تموله قطر" على حد وصفه.
وكتب أورين عبر حسابه على موقع "تويتر": “خط جديد يرسم على أرض الشرق الأوسط، لم تعد إسرائيل ضد العرب، لكنهما أصبحا متحالفين معا ضد الإرهاب الذي تموله قطر".
وفي السياق، نقلت صحيفة معاريف تصريح عضو الكنيسيت مائير كوهين معلقا على قرار قطع العلاقات بالقول:"خطوة مثيرة وإيجابية".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقال: "هناك تغير كبير في نظرة البلدان العربية لإسرائيل وأصبحوا ينظرون إلينا كشريك وليس عدوا".
الى جانب ذلك، وفي سابقة خطيرة، استضافت القناة العبرية الثانية مساء أمس الإثنين، شخصية سعودية وهو مدير معهد أبحاث الشرق الأوسط في جدة عبد الحكيم حميد، للتعقيب على قرار السعودية والامارات والبحرين بقطع علاقاتهم مع قطر.
وقال حميد للقناة العبرية: "إن هناك حملة سياسية تتبناها هذه الدول، خاصة بعد قمة الرياض التي جاءت في أول زيارة للإدارة الأميركية الجديدة، بأنه لن يكون هناك أي مكان في سياسات الدول للإرهاب أو للجماعات التي تستخدم الدين لتحقيق مصالح سياسية مثل حماس والجهاد الإسلامي".
وأضاف: "أعتقد أن هذه الدول اتخذت قرارها بالاتجاه للسلام وتحقيقه بالشرق الأوسط، وأول خطوة هو تجفيف منابع الإرهاب ولن يكون هناك دور لأي جماعة، إخوان أو غير إخوان تستخدم الدين لتحقيق مصالح سياسية أو ممارسة الإرهاب باسم الدين"، على حد وصفه.
وجدير بالذكر، أن هذه الاستضافة هي الأولى في التاريخ، أن تخرج شخصية سعودية على قناة إسرائيلية، حيث تمنع المملكة السعودية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وتحظر السفر اليه.