أحيل  مؤخرا على الدائرة الجناحية للمحكمة الابتدائية بتونس 3 متهمين بحالة سراح من اجل محاولة القتل العمد مع سابقية القصد وجرائم غسل الأموال الحاصل من قبل مجموعة منظمة باستغلال التسهيلات التي خولتها خصائص الوظيف والنشاط المهني والاجتماعي وتكوين عصابة مفسدين والانخراط فيها بقصد التحضير وارتكاب اعتداء على الأملاك والتهريب الناتج عن عملية تصدير دون إعلام عن طريق مكتب ديواني بإخفاء بضاعة باستعمال مخابئ مهيأة خصيصا للغرض الحاصل من طرف مجموعة يفوق عددها 3 أشخاص.. ومسك بضاعة محجرة متأتية من التهريب والتعامل بين مقيم وغير مقيم والمشاركة في ذلك طبق فصول الإحالة..

انطلقت الابحاث في هذه القضية عندما تقدم شخص وهو مدير شركة تموين مكلف بتموين البواخر، وتظاهر لأعوان الديوانة المكلفين بمراقبة الباب التجاري لميناء حلق الوادي بأنه جاء لغاية استفسار طاقم الباخرة حول طلباتهم الغذائية فأوقفه احد اعوان الديوانة وطلب منه فتح الصندوق الخلفي للشاحنة التي كان على متنها بغاية تفتيشها.. فتظاهر بالاستجابة لطلبهم ثم انطلق بسرعة جنونية في اتجاه رصيف الميناء وبمطاردته وقع القاء القبض عليه على مستوى المسطح الخاص برصيف سيارات الوكلاء...

وبعد التفتيش أفضت المعاينة الدقيقة للشاحنة الى ضبط 31 حاوية كرتونية تحتوي على كمية قدرها 479 كلغ من المرجان الملكي مموهة بكمية من الصناديق البلاستيكية الفارغة ..

باستنطاقه اعترف بمحاولته تصدير كمية من المرجان الى ايطاليا على متن سفينة مسافرين  وتحميلها بالرافع الالي الى الطابق الخامس قصد ايداعها مع البضاعة الخاصة بالمسافرين ..بحكم عمله وسهولة دخوله الى الميناء والباخرة نظرا لتردده وتعامله مع افراد طاقمها..  مؤكدا ان كلفة شرائها بلغت 100 ألف دينار..

تمويل ثمن هذه البضاعة تم من قبل شخص ايطالي الجنسية يدعى «ايف».. تعرف عليه الموقوف منذ حوالي 8 اشهر على متن طائرة لما كان عائدا الى ارض الوطن من مرسيليا.. وقد تجاذبا أطراف الحديث وتبادلا أرقام الهواتف.. وبعد أن التقيا في عدة مناسبات بالعاصمة سلمه الايطالي مبلغ 50 الف دينار ثم طلب منه امكانية تصدير المرجان الاحمر من تونس الى ايطاليا فوافق.. وأصبح يتصل به هاتفيا ويطلب منه التوجه الى طبرقة للتزود من اشخاص بكميات من المرجان ..

وأضاف الموقوف انه اشترى كمية 250 كلغ من المرجان المحجوز بمبلغ 150 دينار للكغ من ميناء طبرقة وذلك من عدة أشخاص من بينهم شخص يلقب بـ»الفكرون».. وهو المتهم الثاني في قضية الحال الذي قام بنقل البضاعة في ست مناسبات من طبرقة الى العاصمة ليتولى تخزينها في منزله الكائن بحلق الوادي..

اما بقية الكمية والمتمثلة في 229 كلغ فقد تحصل عليها من شخص ثالث شهر «ولد فريخة» صاحب مركب صيد عندما اتصل به واعلمه ان «ايف» كلفه بتمكينه من تلك الكمية بهدف تصديرها إلى فرنسا.. وسلمه كمية المرجان بما يعادل عمولة قيمتها 5 آلاف دينار..

وتم الاتفاق بينهما اي (المتهم الرئيسي والشخص الايطالي) على ان يقوم بتجميع كميات المرجان ثم وبحكم عمله في ميدان تموين البواخر يتولى وضع الكميات من المرجان في الطابق الخامس للباخرة على ان يتم تسلم كمية المرجان من الجانب الفرنسي وتحديدا بميناء مرسيليا من طرف شخص يدعى «تشارلي» وهو حمال بالميناء والذي قام المدعو «ايف» بالتنسيق معه قصد تسليمه الكمية المذكورة من المرجان..  

وبخصوص توجيه تهمة محاولة القتل العمد لأحد أعوان الديوانة أو دهسهم بواسطة شاحنته نفى نية القتل مؤكدا انه شعر بالخوف والارتباك مما جعله يفقد صوابه ويحاول الفرار بواسطة الشاحنة..

باستنطاق المتهم الثاني، وهو صاحب مركب صيد، نفى ما نسب اليه من تهم وبمواجهته بالعمليات البنكية المجراة على حسابه بقيمة 29 الف دينار من قبل المتهم الاول افاد انها تتعلق بنشاطه التجاري المتمثل في الاتجار في الاسماك وغلال البحر مع المطاعم نافيا ان يكون قد حصل عليها بما يعادل شراء المرجان البحري.

اما المتهم الثالث فقد تراجع في تصريحاته الاولية حيث اعترف انه يعرف المتهم الرئيسي وقد سلمه كمية من المرجان البحري بما يعادل 350 دينارا ثم تراجع في تصريحاته نافيا علاقته بالمتهم أو معرفته له..

لذلك أحيل المتهمون الثلاثة على القضاء لمقاضاتهم من اجل ما نسب إليهم من تهم..