جماهير الترجي الرياضي غير راضية تماما على المستوى العام للنادي بعد العثرة المدوية ضد الأهلي المصري في دوري أبطال أفريقيا.
تونس - قبل جولة واحدة من نهاية مرحلة الذهاب ضمن الدوري التونسي، تأكد الترجي الرياضي من الحصول على اللقب الشرفي لبطولة الخريف بعد مسيرة مكللة بالانتصارات لم يعرف خلالها فريق “باب سويقة” طعم الخسارة إذ فاز في 10 مباريات وتعادل في مناسبتين، لكن رغم هذا الإنجاز فإن جماهير الفريق غير راضية تماما على المستوى العام للنادي بعد العثرة المدوية ضد الأهلي المصري في دوري أبطال أفريقيا.
يواجه مدرب الترجي فوزي البنزرتي حملة انتقادات واسعة منذ تلك المواجهة، حيث حمّل المسؤولية المباشرة في حدوث تلك النكسة بسبب اختياراته الخاطئة واستهانته بقدرات الفريق المصري ما كلف الترجي خروجا مهينا في مباراة ربع النهائي أمام جماهيره بملعب رادس.
ووفرت إدارة الترجي جميع شروط النجاح بعد القيام بحملة انتدابات كبيرة كلفت خزينة النادي مبالغ مرتفعة، كما مكنت الجهاز الفني من جميع الصلاحيات لكن الخروج من المسابقة القارية التي تعد الهدف الأسمى للنادي هذا الموسم أعاد الترجي إلى المربع الأول رغم النجاح على المستوى المحلي، وجماهير النادي لم تغفر للمدرب فوزي البنزرتي العديد من الأخطاء، لذلك لم يشفع لهذا الفني إنهاء منافسات ذهاب الدوري المحلي وباتت إقالته من منصبه الهاجس الأول لأنصار الترجي منذ فترة طويلة.
أزمة أقل وطأة
عانت الفرق التونسية كثيرا بعد خروجها من مسابقتي أفريقيا للأندية بخفي حنين، فالأفريقي عانى من غياب الاستقرار على المستوى الإداري والفني وتراجعت نتائج النجم الساحلي بشكل ملحوظ، الأمر الذي كلفه إقالة مدربه الفرنسي السابق هيبار فيلود قبل أن يتعاقد مؤخرا مع الجزائري خيرالدين مضوي.
أما الصفاقسي التونسي فقد تواصلت أزمته على مستوى ضعف الرصيد البشري ما جعله لا يقدر على ضمان الاستقرار على مستوى النتائج، بالمقابل فإن الترجي التونسي الذي خسر بطريقة “درامية” ضد الأهلي فقد كان قريبا من الدخول في “نفق مظلم” مباشرة بعد تلك الخسارة حيث هدد رئيس النادي حمدي المدب بالرحيل نهائيا قبل أن يتراجع في نهاية المطاف لمواصلة تسيير شؤون النادي، لتكون خسائر الترجي أقل حدة مقارنة ببقية الفرق “الكبرى” محليا خاصة وأنه حافظ على استقراره إداريا وفنيا.
ساد الاعتقاد حينها أن يدفع المدرب فوزي البنزرتي الثمن غاليا، حيث اتهمته جماهير الترجي بكونه المسؤول الأول في الخروج القاري إذ لم يحسن التعامل مع الرصيد البشري ولم يقدر على تطوير أداء الفريق، بيد أن رئيس النادي تمسك به وثبّته على رأس الفريق المقبل حينها على عدة تحديات محلية.
ولئن وفق الترجي في أغلب مبارياته وحقق نتائج جيدة خولت له البقاء في الصدارة منذ الجولات الأولى إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب، إلا أن الفريق لم يقنع بالمرة في أغلب المباريات، الأمر الذي شجع أحباء النادي على مواصلة المطالبة بإقالة المدرب قبل أن تتدهور الأمور ويخسر الترجي كل شيء.
اختيارات غير صائبة
رغم خبرة المدرب فوزي البنزرتي الطويلة وتجاربه العديدة الناجحة سواء في تونس أو خارجها ولا أدل على ذلك من قيادته نادي الرجاء البيضاوي المغربي إلى نهائي كأس العالم للأندية منذ سنوات قليلة، إلا أن المتابعين لمباريات الترجي يعيبون عليه سوء التعامل مع الرصيد البشري المتوفر لديه، إذ غالبا ما يعتمد على تشكيلة واحدة في أغلب المباريات الأمر الذي ينهك الفريق كثيرا ويجعله يقدم مستوى غير مقنع.
فضلا عن ذلك فإن هذه السياسة ذهب ضحيتها عدد من اللاعبين على غرار اللاعب الدولي أنيس بن حتيرة الذي صرح بكونه يعاني من “التهميش والظلم” من قبل الإطار الفني، وقد سبق له أن صرح إثر إحدى المباريات قائلا “لا أفهم لماذا لا يعتمد علي المدرب، أنا في أفضل حال من الناحية البدنية والفنية، لكنني لا أحظى باهتمام الجهاز الفني”.
لاعبون آخرون لم يأخذوا فرصتهم كاملة مع البنزرتي وكان مصيرهم البقاء “حبيسي دكة البدلاء” رغم أن قدومهم إلى الفريق كلف النادي أموالا طائلة قبل أن يضطروا للخروج من الباب الصغير، على غرار الدولي التونسي السابق محمد علي منصر الذي خير الانتقال إلى الدوري المصري عوضا عن البقاء خارج دائرة اهتمام فوزي البنزرتي.