بطل أفريقيا يحمل لواء القارة في بطولة كأس العالم للأندية.
تونس - انطلق الترجي التونسي في استعداداته للمشاركة في النسخة الـ15 من بطولة كأس العالم للأندية، ممثلا عن قارة أفريقيا، وستقام البطولة في دولة الإمارات في الفترة بين 12 حتى 22 ديسمبر الحالي.
ويسعى الفريق التونسي إلى تحقيق التطلعات الكبيرة لجمهوره في المونديال، بعدما قدم مستوى رائعا في البطولة الأفريقية، التي أنهاها بالانتصار في مباراة إياب النهائي، على الأهلي المصري. وستكون على عاتق متصدر الدوري التونسي مهمة ثقيلة في حمل لواء القارة السمراء في هذا المحفل العالمي، حيث من النادر أن يتمكن بطل القارة الأفريقية من الوصول إلى المباراة النهائية.
يبدأ الترجي مشواره بمواجهة الفائز من العين الإماراتي وولنغتون النيوزيلندي، في ربع النهائي، حيث ستكون فرصة جيدة للوصول إلى المربع الذهبي. وسيسعى الفريق التونسي إلى تكرار إنجاز مازيمبي بعبور نصف النهائي، ولكن ستكون أمامه مهمة شاقة للغاية حيث سيضطر إلى ملاقاة أحد العملاقين بوكا جونيورز أو ريفر بليت، ومن المفترض أن تقام مباراة إياب نهائي كأس ليبرتادوريس بينهما يوم الـ9 من الشهر الحالي.
عقبة لاتينية
سبق أن فشلت العديد من الفرق الأفريقية في تخطي عقبة اللاتينيين، خلال البطولة، من بينها الأهلي الذي خسر أمام إنترناسيونال وكورينثيانز البرازيليين، بالإضافة إلى النجم الساحلي الذي سقط أمام بوكا جونيورز، فيما اقتصر تفوق الأفارقة على ما حققه مازيمبي بجانب فوز الرجاء على أتلتيكو مينيرو عام 2013.
ولا يزال معين الشعباني، المدير الفني لنادي الترجي الرياضي، يواصل إنجازاته مع باب سويقة، فبعد التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا نجح المدرب الشاب في قيادة فريقه لتصدر ترتيب الدوري التونسي لأول مرة هذا الموسم. وفي هذا الصدد قال الشعباني “أعمل في فريق كبير اسمه الترجي، وطبيعي أن تكون مسؤوليتي كبيرة، كما أن جماهيرنا تطالب بالانتصار دائمًا، وهذا من حقها، لأن قدر فريقنا أن يلعب دائما من أجل الألقاب، وإن شاء الله بمواصلة العمل الجاد سنواصل المشوار بكل ثبات، وسنبدأ من الآن التركيز على الإعداد لمونديال الأندية”. وتابع “بعدما حققنا الهدف المنشود في سباق الدوري التونسي وتصدرنا الترتيب، سنركز حاليًا على الإعداد لمونديال الأندية، وسنشرّف الكرة التونسية والقارة الأفريقية، وسنسعى إلى إسعاد جماهيرنا بإنجاز جديد”.
يمتلك الترجي أهدافا خاصة خلال مشاركته المرتقبة في كأس العالم للأندية. ويقود الترجي، كبطل أفريقيا، ومعه العين الإماراتي، بصفته حامل لقب الدوري للدولة المستضيفة، أحلام العرب في تلك البطولة العالمية. ويعتبر أنيس البدري من أهم لاعبي الترجي في الموسم الحالي، وكان من ضمن الأسباب الرئيسية في فوز الفريق بالأميرة الأفريقية، وسيعتمد عليه كثيرا النادي التونسي في تحقيق نتائج إيجابية بكأس العالم للأندية.
بداية أنيس البدري كانت مع نادي موسكورن البلجيكي، وذلك بعد إعارته من الفريق الرديف لنادي ليل الفرنسي، وقضى اللاعب مع الأول 3 مواسم، وتحديدًا منذ عام 2013 إلى 2016. وتألق البدري بشكل كبير مع موسكورن، إذ أنه خاض 100 مباراة معه، تمكن خلالها من إحراز 23 هدفا وصناعة 7 أهداف أخرى، وكان يشارك كجناح أيمن بشكل كبير، وأحيانًا كان ينتقل إلى الجناح الأيسر.
ولكن حلم المشاركة مع منتخب تونس في البطولات الكبيرة كان يراوده، وهو ما دفعه للموافقة على الانتقال إلى تونس، تحديدًا إلى الترجي، لأنه أدرك وقتها أن الأخير سيكون طريقه للمشاركة بكأس أمم أفريقيا وكأس العالم، وذلك حسب تصريحات اللاعب. وقال البدري إن مستواه تطور كثيرًا بعد الانتقال إلى الترجي، على جميع الأصعدة الذهنية والتكتيكية والبدنية.
أنيس البدري كان أهم لاعبي الترجي في رحلة الحصول على دوري أبطال أفريقيا بالموسم الحالي، متفوقًا على الأهلي في النهائي، إذ شارك مع باب سويقة منذ دور الـ32 وحتى النهائي بـ14 مباراة، وتمكن خلالها من إحراز 6 أهداف وصنع هدفين آخرين. ولكن أهم ما ارتبط باسم البدري في دوري أبطال أفريقيا، هو إحرازه هدف الترجي الثالث في مباراة العودة بالنهائي أمام الأهلي، والذي قضى بشكل كبير جدا على أحلام الفريق المصري، خاصة في توقيته بآخر 10 دقائق.
البدري تمكن من خوض 81 مباراة مع الترجي في جميع المسابقات، أحرز خلالها 20 هدفا، وصنع 24 هدفا آخر لزملائه. بالعودة إلى تصريحات سابقة للبدري، قبل خوض نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي، تحدث عن أحلامه هو وزملائه في الترجي من أجل مقابلة ريال مدريد في كأس العالم للأندية. وأكد البدري أن الوصول إلى مقابلة الفريق الإسباني في نهائي البطولة سيكون بمثابة المكافأة الرائعة له ولزملائه.
فشل أفريقي
لم ينجح الأفارقة في الوصول إلى النهائي منذ انطلاق البطولة عام 2000 سوى مرتين، الأولى كانت في النسخة التي أقيمت بالإمارات عام 2010، والتي شهدت وصول مازيمبي الكونغولي إلى النهائي أمام إنتر ميلان وانتهت المباراة بفوز الأخير بثلاثية نظيفة، والثانية عام 2013 عندما نجح الرجاء المغربي في الوصول إلى النهائي أمام بايرن ميونيخ في 2013، ولكنه شارك بصفته بطلا للدوري في البلد المضيف.
وكما هو معتاد في نظام مونديال الأندية، بدأ مازيمبي مشواره في البطولة بالدور ربع النهائي وانتصر على باتشوكا المكسيكي بهدف نظيف، ولكن كانت المفاجأة بفوزه في نصف النهائي على إنترناسيونال البرازيلي، بطل نسخة 2006، بهدفين نظيفين، ليكون أو فريق أفريقي يصل إلى المباراة النهائية. وخسر مازيمبي اللقب في النهائي أمام إنتر ميلان الإيطالي بطل أوروبا بنتيجة 3-0، ولكن ذلك لم يمنع جمهوره ولاعبيه من الاحتفال عقب انتهاء المباراة، احتفاء بالإنجاز التاريخي.
وتشهد البطولة هذا العام مشاركة 7 أندية وهي ريال مدريد بطل أوروبا، وبطل كوبا ليبرتادوريس الذي لم يحدد بعد، وكاشيما أنتلرز بطل آسيا، والترجي التونسي بطل أفريقيا، وفريق غوادالاخارا المكسيكي بطل كونكاكاف، والعين بطل الدوري الإماراتي، وتيم ولنغتون بطل أوقيانوسيا.