وات - اطاح المنتخب التونسي بنظيره الكرواتي وصيف بطل العالم بعدما فاز عليه في عقر داره بالذات 2-1 في المباراة الودية لكرة القدم التي اقيمت بينهما مساء الثلاثاء بمدينة فرازدين في اطار تحضيرات المنتخبين لنهائيات كاس الامم الافريقية التي تستضيفها مصر من 21 جوان الى 19 جويلية 2019 وتصفيات بطولة الامم الاوروبية المقررة عام 2020.
وقبل حوالي اسبوعين من النهائيات الافريقية، ظهر المنتخب التونسي في ثوب الفريق القادر على الذهاب بعيدا في الموعد القاري باداء متكامل دفاعيا وهجوميا وجاهزية بدنية عالية امام منافس يعج بنجوم لامعة تنشط في اقوى البطولات الاوروبية لينتزع فوزا ثانيا على التوالي بعد انتصاره الجمعة الماضي على المنتخب العراقي بثنائية نظيفة بما من شانه ان يرفع منسوب الثقة لدى اللاعبين قبل الاختبار الودي الاخير امام المنتخب الرواندي يوم 17 جوان الجاري في رادس.
وشهدت التشكيلة الاساسية للمنتخب التونسي بعض التغييرات مقارنة بتلك التي خاضت المباراة الودية الاخيرة امام نظيره العراقي يوم الجمعة الماضي في رادس (2-0) بالتعويل على معز حسان في حراسة المرمى مكان فاروق بن مصطفى ودخول الظهيرين رامي البدوي واسامة الحدادي في تركيبة الخط الدفاعي بدلا من محمد دراغر وعلي معلول مقابل الابقاء على ثنائي المحور ياسين مرياح وديلان برون في حين ظل الياس السخيري ثابتا في مركزه كلاعب ارتكاز الى جانب غيلان الشعلاني الذي اخذ مكان نادر الغندري بعد خروجه من القائمة مع اقحام وجدي كشريدة عوضا عن بسام الصرارفي في خط الوسط بينما حافظ يوسف المساكني ووهبي الخزري على مكانهما في التنشيط الهجومي مدعومين بعودة انيس البدري الذي لعب محل فخر الدين بن يوسف اثر قرار التخلي عن خدماته.
في المقابل خير مدرب المنتخب الكرواتي زلاتكو دلايتش الابقاء على صانع العاب ريال مدريد الاسباني وافضل لاعب في العالم لوكا مودريتش ولاعبي وسط ميدان انتر ميلان الايطالي ايفان بيريسيتش ومارسيلو بروزوفيتش على بنك البدلاء مقابل الاستغناء عن لاعب ارتكاز برشلونة الاسباني ايفان راكيتيتش مع الاعتماد في الخط الخلفي على المدافعين الصلبين دايان لوفرين من ليفربول الانقليزي ودوماغوي فيدا من بيشيكتاس التركي وفي الوسط على ماتيو كوفاسيتش من تشيلسي الانقليزي وفي الهجوم على ورقة لاعب هوفنهايم الالماني اندري كراماريتش.
ولئن كان المنتخب الكرواتي الطرف المبادر بالهجوم بواسطة اندري كراماريتش الذي سدد كرة قوية على مشارف المنطقة مرت محاذية للقائم (5) فان الكفة مالت بشكل واضح على امتداد الشوط الاول للمنتخب التونسي الذي نجح في احتواء هجمات منافسه مستفيدا من انتشاره الجيد على الميدان وتقارب خطوطه وصنع مجموعة من الفرص السانحة للتسجيل بفضل تطبيقه المتقن للهجمة المرتدة السريعة واجادة اللعب في ظهر الدفاع الكرواتي وهو ما مكنه من احباط خطة التسلل في اكثر من مناسبة وخلق حالات انفراد عديدة امام المرمى.
وقاد اسامة الحدادي هجوما سريعا من الجبهة اليسرى قبل ان يمرر عرضية لم تجد من يتابعها امام المرمى (6) قبل ان تذهب بعدها بدقيقة راسية يوسف المساكني فوق العارضة.
وتمكن المنتخب التونسي من تجسيم افضليته الميدانية بهدف حمل توقيع انيس البدري الذي استفاد من عمل ثنائي مميز بين وهبي الخزري ويوسف المساكني ليتلقى تمريرة على طبق قبالة الحارس سيمون سلوغا لم يجد صعوبة تذكر في ايداعها داخل الشباك (16).
ولئن حاول المنتخب الكرواتي رد الفعل غير انه اصطدم باداء تونسي غاية في الانضباط بتضييق المساحات والضغط على حامل الكرة لتتواصل الخطورة من جانب زملاء ياسين مرياح الذين كانوا قادرين على اضافة اهداف اخرى خلال الشوط الاول غير ان التسرع امام المرمى حال دون ذلك بعدما تباطأ وجدي كشريدة في اخذ القرار المناسب في الامتار الاخيرة اثر مجهود فردي كبير اخترق اثره محور الدفاع الكرواتي (35) ليتمكن وهبي الخزري بعدها مباشرة من كسر مصيدة التسلل لكن تمريرته لم تكن موفقة في اتجاه يوسف المساكني الذي فشل باللحاق بها (36) قبل ان يعود وهبي الخزري مجددا لتهديد المرمى الكرواتي بتسديدة بداخل الرجل اليمنى في الزاوية البعيدة جانبت القائم (43) لينسج على منواله اسامة الحدادي بتصويبة وجدت في طريقها الحارس سيمون سلوغا (45).
ومع العودة من حجرات الملابس بدا واضحا حرص المنتخب الكرواتي على تدارك الموقف ولم ينتظر اكثر من دقيقتين لهز شباك الحارس معز حسان بواسطة برونو بيتكوفيتش الذي راوغ المدافع ديلان برون ثم سدد ارضية زاحفة استقرت داخل المرمى (47).
وكاد ماريو باساليتش ان يمنح الاسبقية للمنتخب البلقاني عندما اطلق كرة قوية مرت بجانب القائم (54).
وبعد مرور العاصفة استعاد المنتخب التونسي توازنه ليسترجع زمام المبادرة وكان يوسف المساكني قاب قوسين او ادنى من مضاعفة النتيجة عندما انفرد بالحارس الكرواتي الذي توفق في غلق الزاوية وابعاد الخطر (60) ليشرع بعدها الان جيراس في القيام ببعض التغييرات من خلال الزج بنعيم السليتي مكان يوسف المساكني ومحمد دراغر بديلا لانيس البدري.
واعطت قراءة الفني الفرنسي اكلها بعدما سدد السليتي كرة قوية داخل المنطقة ارتطمت بيد المدافع دوماغوي فيدا ليعلن الحكم البولوني دانيال ستيفانسكي عن ركلة جزاء نفذها السليتي بنفسه بنجاح مانحا التفوق مجددا لمنتخب نسور قرطاج (69).
وسعى الاطار الفني خلال الدقائق المتبقية الى اضفاء اكثر حضور بدني على اداء الفريق واستهلاك بعض الوقت من خلال القيام بتغييرات اخرى باقحام فرجاني ساسي مكان غيلان الشعلاني (78) في اول ظهور له منذ اصابته مع فريقه الزمالك المصري في مسابقة كاس الكنفدرالية الافريقية وطه ياسين الخنيسي بديلا لوهبي الخزري (83) وعلي معلول عوضا عن الياس السخيري (89) في حين حاول المنتخب الكرواتي لعب اخر اوراقه بتشريك لوكا مودريتش (70) لكنه فشل مع ذلك في ادراك التعادل لتنتهي المباراة بانتصار مستحق للمنتخب التونسي.