"نريد أن نكتب صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم الجزائرية". هذا ما قاله لاعب وسط المنتخب الجزائري عدلان قديورة عشية المواجهة النارية والمصيرية بين فريقه ونظيره السنغالي في نهائي كأس الأمم الأفريقية 2019 التي تجري الجمعة عند الساعة السابعة بتوقيت غرينتش على ملعب القاهرة الدولي.
فالجزائر تسعى إلى تدوين اسمها مرة ثانية بعد عام 1990 في سجل البطولة القارية ليسطع نجمها في سماء أفريقيا. ولأجل ذلك، يجب عليها تخطي عقبة "أسود التيرانغا" التي أعلنت عزمها على إحراز الكأس للمرة الأولى في تاريخها.
ملف كأس الأمم الأفريقية 2019
وتجمع المباراة النهائية بين أفضل وأقوى فريقين في النسخة 32 التي تستضيفها مصر منذ 21 يونيو/حزيران الماضي، وارتدى كلاهما ثوب المرشح منذ دور المجموعات نظرا لأدائهما المبهر. والحقيقة أن "الخضر" دخلوا فعلا في الحسبان عندما فازوا على "الأسود" في الجولة الثانية من دور المجموعات 1-صفر، وكان ذلك في 27 يونيو/حزيران على ملعب "30 يونيو" بالقاهرة.
وفازوا في ست مباريات آخرها أمام نيجيريا في نصف النهائي، فقد بدأوا بكينيا (2-صفر) والسنغال (1-صفر) ثم تنزانيا (3-صفر) فغينيا (3-صفر) في ثمن النهائي، وتعادلوا مرة واحدة أمام ساحل العاج في دور الثمانية 1-1 ليحرزوا تأشيرة التأهل بركلات الترجيح. وسجل هجومهم 12 هدفا فيما تلقى الدفاع هدفين.
وبرزت الجزائر أساسا كفريق متماسك في خطوطه ويسود صفوفه الانضباط التكتيكي والتضامن، فضلا عن بروز بعض اللاعبين الذين تجاهلهم المعلقون والمتتبعون في البداية ومنهم لاعب الوسط إسماعيل بن ناصر والمهاجمان بغداد بونجاح ويوسف بلايلي. أما القائد رياض محرز، فقد أكد موقعه في ك مباراة وسجل ثلاثة أهداف منها هدف الفوز الخرافي على نيجيريا.
من جهتها، حققت السنغال الفوز في كل مبارياتها عدى أمام الجزائر، وترشحت للنهائي إثر فوزها على تونس في الدور السابق بعد التمديد (1-صفر). وسيغيب عن صفوفها في النهائي المدافع القوي كاليدو كوليبالي، زميل الجزائري فوزي غولام في نادي نابولي الإيطالي.
مناظرة عن بعد ومعركة معنوية بين مدربي الجزائر والسنغال
لكن "الأسود" لديهم مهاجم من المستوى العالمي هو مهاجم ليفربول ساديو ماني، صاحب ثلاث أهداف في المنافسة. ويضمون في صفوهم أيضا مدافع كريستال بالاس الإنكليزي شيخو كوياتي ومهاجم إنتر ميلان كيتا بالدي ومهاجم بوردو الفرنسي يوسف سابالي.
وتخوض السنغال الدور النهائي في كأس الأمم الأفريقية لثاني مرة بعد خسارتها في 2002 أمام الكاميرون بركلات الترجيح، وكان في صفوفها يومها المدرب الحالي أليو سيسي.
وسيكون سيسي في مناظرة رياضية و"شخصية" مع صديقه جمال بلماضي، إذ ويتميز الرجلان أنهما ولدا (تقريبا) في نفس اليوم، 24 مارس/آذار 1976 بزيغينشور بالنسبة للمدرب السنغالي و27 مارس/آذار من العام ذاته في شومبينيه سور مارن بضاحية باريس للمدرب الجزائري. وعاشا صغرهما في هذه الضاحية الباريسية.
وعن مباراة النهائي التي سيديرها الحكم الجنوب أفريقي فيكتور غوميز، قال بلماضي الخميس: "اللاعبون جاهزون ومركزون، فهم يعلمون ما يجب القيام به على أرض الملعب، وأنا مرتاح تماما". وأكد أن هدف فريقه هو "الفوز، مشيرا إلى أن هذه المباراة ستختلف عن مباراة دور المجموعات، "إذ أن تلك المواجهة لم تكن مصيرية وحاسمة مقارنة بمباراة النهائي".
مشجعون جزائريون يبيتون في الشارع آملين بحجز تذاكر سفر لحضور نهائي كأس أمم أفريقيا
من جهته، قال سيسي: "النهائي دائما مغلق وخاضع للتأثير النفسي، فهو نهائي بين منتخبين كبيرين لا فرق كبيرا بينهما وستحسمه جزئيات، الأهم أن تفوز كرة القدم الأفريقية غي النهائية وأن تضمن القارة احترام العالم أجمع".
وأعلنت لجنة التنظيم أن دخول الجماهير إلى ستاد القاهرة سيكون من الواحدة ظهرا لغاية السادسة مساء، وسينطلق حفل الختام في السابعة والنصف.