المنتخبات العربية تخوض اختبارات ودية استعدادا لتصفيات مونديال 2022 وبطولة أمم أفريقيا حيث ستواجه تونس السودان بينما يلعب المغرب أمام السنغال.
تتطلع المنتخبات العربية لخوض اختبارات ودية اليوم الجمعة، تعزز فيها طموحاتها إلى الوقوف على العديد من النقاط السلبية وأولها تجاوز التداعيات التي تركها توقف النشاط منذ فترة طويلة، لكن الأهم هو استغلال النقاط الإيجابية وأولها الاستفادة من قرار الـ”فيفا” الأخير الخاص باللاعبين مزدوجي الجنسية.
تونس- تخوض المنتخبات العربية جولة جديدة من الاستعدادات لتصفيات مونديال 2022 بقطر وبطولة أمم أفريقيا القادمة بإجراء لقاءات ودية، حيث تقام الجمعة مجموعة من المباريات الهامة بين تونس والسودان والمغرب والسنغال، إضافة إلى مواجهة من العيار الثقيل تجمع الجزائر بطل أفريقيا بالمنتخب النيجيري.
وتتطلع المنتخبات العربية، انطلاقا من رغبتها في تجاوز فترة التوقف الطويل للمنافسات التي فرضها انتشار فايروس كورونا، إلى البناء على هذه الاختبارات الودية والوقوف على بعض النقائص، لكن الأهم من ذلك استغلال القرار الذي وضعه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على أكمل وجه.
وفي تونس قرر الاتحاد التونسي لكرة القدم إدخال تغيير طفيف على توقيت المباراة الودية التي سيخوضها منتخب نسور قرطاج أمام نظيره السوداني بملعب حمادي العقربي برادس.
وتم تقديم موعد المباراة التي كانت مقررة مساء إلى وقت سابق، وذلك بسبب حظر التجول الذي فرضته السلطات التونسية للحد من انتشار فايروس كورونا.
وأشار الاتحاد التونسي لكرة القدم في بيان له إلى أنه تم تأكيد إجراء هذه المباراة بعد أن حصل على الترخيص المطلوب من مؤسسات الدولة المعنية.
وواصل المنتخب التونسي استعداداته للقاء السودان بخوض العديد من المعسكرات التدريبية بقيادة المدرب منذر الكبيّر الذي وجه الدعوة إلى العديد من اللاعبين القدامى وبعض الوجوه الجديدة.
وعبر الكبيّر عن ارتياحه لبرمجة معسكر تحضيري لنسور قرطاج في هذا الظرف الخاص الذي تعيشه البلاد بسبب جائحة كورونا.
وقال في تصريح خص به الموقع الرسمي للاتحاد التونسي لكرة القدم “الحمد لله أننا نجحنا في برمجة هذا المعسكر الذي يأتي بعد توقف عن النشاط دام لمدة عام تقريبا، في ظل هذه الظروف”.
ووجه المدير الفني التونسي شكره إلى “اللاعبين الذين كانوا في الموعد رغم الظروف التي يمر بها العالم بسبب كورونا. كل اللاعبين أتوا بروح معنوية مرتفعة لمواصلة العمل الذي بدأناه معا”.
وحول القائمة الجديدة لمنتخب تونس، صرح “بعض اللاعبين يعتبرون قيمة ثابتة للمجموعة ويمثلون نواة المنتخب، وإلى جانبهم نحرص على ضخ دماء جديدة، وهو ما قمنا به في هذه الفترة”.
وفسّر “وجهنا الدعوة إلى 6 لاعبين جدد برزوا في الفترة الأخيرة كما أن هناك عناصر تنشط بالخارج نتابعها منذ فترة مثل أنيس بن سليمان الذي لم يتعد عمره 19 سنة، والذي لبى الدعوة وننتظر منه الكثير”.
وعبر اللاعب التونسي المحترف في الدوري الدنماركي أنيس بن سليمان عن سعادته الكبيرة بتلقي الدعوة لأول مرة لارتداء زي منتخب تونس. وقال بن سليمان في فيديو نشره الاتحاد التونسي لكرة القدم الليلة عبر فيسبوك “اسمي أنيس بن سليمان، وعمري 19 سنة، وألعب لفريق ران دب في كوبنهاغن”.
وعلى الجانب الآخر أبدى هوبير فيلود، المدير الفني لمنتخب السودان، حزنه على خوض مباراته الأولى الودية الدولية أمام نظيره التونسي لأنها ستقام بعد يوم واحد من وصوله إلى تونس. وقال فيلود “حزين لأن طريقة تجهيز منتخب السودان لمباراة تونس كان من الممكن أن تكون أفضل”.
وبدوره يتحضر المنتخب المغربي للقاء السنغال الجمعة بتشكيلة يغيب عنها العديد من الوجوه البارزة في منتخب الأسود، وأهمها الدولي حكيم زياش لاعب تشيلسي الإنجليزي الذي تأجل حضوره بسبب الإصابة التي تعرض لها وحرمته من الانطلاق في رحلته الجديدة بالبريميرليغ.
ولكن المدرب القيدوم وحيد خليلوزيتش عمد إلى تجريب العديد من العناصر الجديدة، إضافة إلى بعض الوجوه القديمة التي يعول عليها المنتخب المغربي طوال الاستحقاقات الدولية أو الودية.
ويتمتع المغرب بوجود العديد من اللاعبين الذين ينشطون في دوريات أوروبية كبرى على غرار أشرف حكيمي المنضم هذا الموسم إلى إنتر ميلان الإيطالي ويوسف النصيري وياسين بونو لاعبي إشبيلية الإسباني، إضافة إلى عدة وجوه في أياكس أمستردام الهولندي وكذلك في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال ياسين بونو إن جميع اللاعبين متحمسون لحمل القميص الوطني والمشاركة في وديتي السنغال والكونغو الديمقراطية.
وأضاف بونو في تصريح لموقع الاتحاد المغربي “التحقت بنا مجموعة من اللاعبين الشباب، الذين سيحملون لأول مرة قميص المنتخب نسعى إلى دمجهم مع الأجواء الجديدة”. وتابع “روح الحماس حاضرة في معسكر الأسود، الأجواء تشجع على العمل”. وأشار “نرفع من درجة الاستعداد للاستحقاقات المقبلة التي تنتظرنا، نسعى إلى أن نكون في كامل جاهزيتنا البدنية والفنية”.
وبدا مواطنه في نفس الفريق يوسف النصيري متحمسا هو الآخر بشكل كبير في تدريبات منتخب المغرب، إذ دخل للمرة الأولى منذ فترة طويلة في صراع مع بعض الأسماء التي اختارها المدرب خليلوزيتش لخوض ودية السنغال.
ويعد يوسف العربي، العائد بعد طول غياب إلى معسكر المغرب، الخطر الحقيقي الذي يهدد النصيري وكان محل إعجاب وترحيب من المدرب السابق هيرفي رينارد منذ هز الشباك أمام إسبانيا في مونديال روسيا 2018 مرورا بهدفين في أمم أفريقيا 2019.
لكن تألق العربي برفقة أولمبياكوس وحصد لقب الدوري اليوناني والظفر بلقب الهداف، والتوهج في الدوري الأوروبي، مكنه من فرض اسمه داخل تشكيلة منتخب المغرب ليعزز أرقامه وسجله التهديفي إذ يعد حاليا هدافه الأول برصيد 15 هدفا.
وسيحاول العربي استعادة حضوره بشكل رسمي في هجوم المنتخب المغربي مع تواجد منافسة قوية من أشرف بنشرقي لاعب الزمالك، وغرس الله لاعب براتيسلافا، ويوسف النصيري، إضافة للوافد الجديد منير الحدادي.
ويرى محللون أن هذه المنافسة بين اللاعبين ستعود فائدتها بالتأكيد على المنتخب المغربي الذي يحظى برصيد هام من اللاعبين، لكنهم يؤكدون أن الكرة الآن في ملعب المدرب خليلوزيتش الذي عليه أن يختار بين كل هذه الوجوه للعثور على تشكيلة قادرة على المنافسة وفرض الانسجام بين كل عناصرها.
ويلفت المحللون إلى مسألة مهمة تتعلق بقدرة المدرب الوطني على فرض هيبته من أجل محو تلك الصورة التي ظهر بها المنتخب المغربي في أمم أفريقيا في مصر العام الماضي، وخروجه المخيّب من أدوار مبكرة وقد ترك انطباعا سيئا مفندا تلك الفكرة القائمة على أن “اللاعبين المحترفين هم فقط القادرون على كتابة التاريخ”.
وعلى النقيض من ذلك تمكن المنتخب الجار الجزائر بفضل مدرب محنك من كتابة فصل جديد مع “الخضر” وقادهم إلى رفع اللقب الأفريقي بعد ثلاثين عاما بالتمام والكمال.
ورسم جمال بلماضي الذي سيكون على رأس منتخب الجزائر اليوم الجمعة أمام نيجيريا أفضل صورة له برفقة مجموعة شابة ومتألقة، أغلبها من اللاعبين الناشطين في أوروبا، لكنه عرف كيف يفاضل بين دكة البدلاء واللاعبين الأساسيين وفرض هيبته على الجميع ولكن دون أن يخسر ود الجميع أيضا.
وقال بلماضي في تصريح صحافي الأربعاء إنه حريص على متابعة جميع اللاعبين مزدوجي الجنسية لكنه لن يستدعي أي لاعب لا يزال مترددا في استخراج جواز سفره الجزائري.
وأردف “أحد الصحافيين قال إن استراتيجيتنا هي انتظار بروز لاعب، للتصرف والاتصال.. أنا أتفاعل مع أي شيء له تأثير على فريقي، وأؤكد أن هذا المعتقد خاطئ”.
واستكمل بطل أفريقيا 2019 “دعونا نهتم قليلا باللاعبين الذين اختاروا تمثيل المنتخب الجزائري، وحسموا وجهتهم في سن مبكرة، على غرار زرقان الذي يمتلك إمكانيات كبيرة، وكان بإمكانه تمثيل 3 منتخبات”.