النجم البرتغالي يواصل سحره الكروي ويحطم الرقم القياسي بـ111 هدافا بقميص البرتغال.
لا يكل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن ممارسة هوايته المفضلة في تحطيم الأرقام القياسية التي كان آخرها الانفراد بصدارة هدافي المنتخبات الوطنية في أمسية تاريخية. ونجح رونالدو في أن يصبح أفضل هداف في التاريخ مع المنتخبات الوطنية بتسجيله ثنائية في انتصار البرتغال على أيرلندا في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2022.
برلين - أصبح من الصعب حاليا الدخول في جدال مع أيّ شخص يعتقد أنه ينبغي الآن اعتبار كريستيانو رونالدو، نجم المنتخب البرتغالي، أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم.
وأصبح رونالدو (36 عاما) أكثر لاعب تسجيلا للأهداف على المستوى الدولي، بعدما وصل بأهدافه الدولية إلى 111 هدفا بفضل الهدفين اللذين سجلهما في فوز منتخب بلاده على نظيره الأيرلندي 2 – 1 في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022. نعم، احتاج رونالدو إلى 180 مباراة لتحطيم الرقم القياسي، وهو عدد مباريات أكثر من أيّ لاعب في قائمة الهدافين العشر الأوائل، ولكن قدرته على تحقيق ما فعله وهو يبلغ 36 عاما يعد سلاحا آخر يصب في مصلحته عندما تتم مناقشة من يكون الأفضل.
وقال رونالدو لقناة "سبورت"، "أنا متحمس ولديّ القوة لكي أكون قادرا على اللعب بنفس مستواي لمدة ثلاث أو أربع أو خمس سنوات".
مسيرة مذهلة
حقيقة أنه قاد المنتخب البرتغالي للفوز في الوقت بدل الضائع لا يمكن لأحد إنكارها حتى بعد أن أهدر ركلة جزاء خلال الشوط الأول.
وقال جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "هذا الإنجاز هو مكافأة لمسيرة مذهلة استمرت لما يقرب من عقدين من الزمن في تمثيل بلادك في أعلى المستويات، هذا يحدث عند التزامك وإخلاصك لفنك وشغفك المذهل بكرة القدم".
وأضاف "خلال عملية تحطيم الرقم القياسي لأكثر لاعب تسجيلا للأهداف الدولية في منافسات الرجال، لم تصبح فقط بطلا قوميا، ولكن أيقونة دولية ونموذج يحتذي به كل اللاعبين الطموحين حول العالم. مهاراتك ودفعك المستمر للتحسن يستحقان إشادة عالمية".
وازدادت جاذبية رونالدو بعد تتويجه مع المنتخب البرتغالي الضعيف ببطولة أمم أوروبا في عام 2016. ولكن بعدما فاز ليونيل ميسي ببطولة كبرى مع المنتخب الأرجنتيني - كوبا أميركا في يوليو الماضي - لا يمكن لجماهير رونالدو أن تستخدم الافتقار إلى النجاح الدولي كعصا للتغلب على مشجعي ميسي.
إذا فاز أحدهما في النهاية ببطولة كأس العالم في قطر العام المقبل، ربما يساعد هذا في حسم هذا النقاش. بالطبع فاز بيليه بكأس العالم ثلاث مرات مع المنتخب البرازيلي، وهو السبب الذي في الأغلب يجعله يظل أعظم لاعب.
في الوقت نفسه فاز دييغو مارادونا، تقريبا بمفرده، بكأس العالم 1986 للمنتخب الأرجنتيني. ويمكن النظر للجوائز الفردية، ولكن جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم التي كانت مندمجة في السابق مع جائزة الكرة الذهبية، والتي تم احتسابها في الأصل للاعبين الأوروبيين، تجعل هذا الأمر أكثر تعقيدا. منافسات كرة القدم على مستوى الأندية يجب أن تدخل في المعادلة عندما نتحدث عن الأفضل.
وحقق بيليه ومارادونا نجاحات مع الأندية في حقبتين مختلفين عن الآن. ما حققه ميسي مع برشلونة، التتويج بأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا ولقب الدوري الإسباني عشر مرات، هو شيء رائع. إذا كان استمر في النادي فقط، كان من الممكن أن يظل هذا جزءا من النقاش، ولكن الآن بالتأكيد عليه أن يفوز بأكبر الكؤوس مع فريق باريس سان جرمان أيضا. هنا يوجد أفضلية واضحة لرونالدو، حيث أثبت نفسه في العديد من الدوريات ومع أندية مختلفة.
حيث حقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الإسباني والدوري الإيطالي مع أندية مانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس، كما فاز بلقب دوري أبطال أوروبا خمس مرات مع مانشستر يونايتد وريال مدريد.
حسم النقاش
الآن بعد أن عاد ليونايتد، يمكن لرونالدو أن يحسم النقاش عن أفضل لاعب كرة قدم في منافسات الرجال عبر التاريخ. إذا تمكن من قيادة يونايتد للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ 2013، ربما سيكون هذا أعظم إنجازاته.
ورفع رونالدو رصيده من الأهداف الدولية إلى 111 هدفا ليفض الشراكة مع أسطورة الكرة الإيرانية المعتزل علي دائي الذي يملك 109 أهداف.
بدأت قصة رونالدو مع تحطيم ذلك الرقم القياسي بعمر 18 عامًا، عندما خاض أول مباراة دولية في مسيرته الاحترافية، بالمشاركة في الفوز على كازاخستان 1 - 0 يوم 20 أغسطس 2003، فاستدعي بعدها لقائمة البرتغال في يورو 2004. وفي تلك البطولة سجل رونالدو أول أهدافه الدولية رغم خسارة المباراة الافتتاحية أمام اليونان (2 – 1)، وذلك في مباراته الدولية الثامنة، لتبدأ واحدة من أبرز قصصه مع الأرقام القياسية.
وقال رونالدو عقب المباراة لمحطة "آر تي إي" التليفزيونية الأيرلندية "أنا سعيد للغاية ، ليس فقط لأنني حطمت الرقم القياسي، ولكن في اللحظة الخاصة التي مررنا بها".
وأضاف "تسجيل هدفين في نهاية المباراة يبدو صعبا للغاية، يجب أن أقدّر ما فعله الفريق، كنا نثق بقدراتنا حتى النهاية. أنا سعيد للغاية".
وتحدث رونالدو عن ركلة الجزاء التي أهدرها، حيث قال "إنها جزء من اللعبة وجزء من العمل. أحيانا تسجل وأحيانا ترتكب خطأ".
وخاض رونالدو، الذي أتم عملية انتقاله من يوفنتوس الإيطالي إلى ناديه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي الثلاثاء، لقاءه الدولي رقم 180، فيما أحرز دائي 109 أهداف في 149 مباراة بين عامي 1993 و2006.