رياضة البوليس في تونس.. على وجه الخطأ !
يوما بعد يوم، في أي يوم وفي أي ملعب وفي أي قاعة، في أي رياضة و في أي حدث رياضي، فقط في تونس، نتأكد أن الرياضة أصبحت المكان المفضل لأعوان الأمن من أجل التنفيس عن غضبهم، والضحية واحدة هم الجماهير الرياضية، حيث لا يمر حدث رياضي واحد دون أن يكون للأمن الكلمة العليا إما في تنظيمه أو إفساد أو إخراج الجماهير منه بعد التنكيل بهم، فقط لأن معنويات أحد الزملاء قد تضررت.
قد نخطأ ونحن نقوم بتعداد الأحداث التي مارست فيها قوات الأمن في تونس العنف المضاد على الجماهير الرياضية لأسباب أو دون أسباب، رغم أن ممارسة العنف من الدولة ضد المواطنين سواء كانو مذنبين أو لا لا يجد أي تبرير تحت أي ميثاق أو قانون، لكننا في تونس تجاوزنا ذلك الحد منذ زمن بعيد، حتى صار الأمن، لا فقط يرد بالعنف، بل حتى أنه يخلق العنف والفوضى دون سبب يذكر، وآخر ما حدث، ما جرى في قاعة القرجاني بالعاصمة على هامش مباراة كرة السلة بين النادي الإفريقي والنجم الرادسي في نصف نهائي البطولة الوطنية، حين إستعمل الأمن الغاز المسيل للدموع و العصي والهراوات لإخراج الجماهير من القاعة ما إنجر عنه وقوع أحد الحواجز و إصابة بعض المشجعين، ثم يخرج علينا مصدر أمني ويقول أن إستعمال الغاز المسيل تم على وجه الخطأ.
على وجه الخطأ، قد سمعتم هذه الكلمة سابقا في مناسبات عديدة، أولها ذهب ضحيته شاب في مقتبل العمر يدعى عمر العبيدي، والمكان كالعادة ملعب رياضي، حيث مارس الأمن عنفا غير مسبوق بعد مناوشات بين جماهير النادي الإفريقي، ويمتد العنف إلى خارج الملعب لملاحقة الجماهير و إرسال عمر ليتعلم السباحة ”تعلم عوم” ، لكن عمر لم يعد، وعاد الأمن لممارسة رياضته المفضلة في إرهاب الجماهير الرياضية.
ولعله أصبح من العادي أن نرى الأمن في تونس يستعمل العنف ضد الجماهير الرياضية في الملاعب والقاعات الرياضية، حتى أن دوره تجاوز ذلك، ليصبح المتحكم الأول في شؤون الرياضة في تونس، فأصبحت وزارة الداخلية ترفض تأمين المواجهات الرياضية ليلا حتى لا يتعكر مزاج الزملاء، و في بعض الأحيان ترفض النقابات تأمين المباريات للمطالبة ببعض المنح المالية المتخلدة، و ليس جديدا أن يرفض أمني إدخالك إلى الملعب أو القاعة الرياضية لأن وجهك لم يعجبه بكل بساطة.
ورغم أن العنف بين الأمن والجماهير الرياضية لم ينطلق اليوم، ورغم أنه يتواجد منذ سنوات ما قبل الثورة حين كانت الملاعب هي متنفس الجماهير و فرصة السلطات لإسكات أي صوت ثائر، إلا أن الحال تطور بعض الثورة ليتزايد العنف و تصبح الفضاءات الرياضية متنفس الأمن لتطبيق السلطة دون رادع سواءا كان ذلك بسبب أو بدونه، حتى أصبحت الرياضة في تونس ملكا للبوليس على وجه الخطأ.على_وجه_القصد_والتعمد_والاصرار