اختر لغتك

النادي الإفريقي: أسطورة وطنية.. وجذور تنبض بالعراقة والنضال

النادي الإفريقي: أسطورة وطنية.. وجذور تنبض بالعراقة والنضال

النادي الإفريقي: أسطورة وطنية.. وجذور تنبض بالعراقة والنضال

في كل زمنٍ من أزمنة التاريخ، ينبثق من رحم المعاناة حلمٌ يكسر قيود الواقع ويشق طريقه نحو الخلود. وهكذا، منذ 104 أعوام، وفي يومٍ من أيام أكتوبر المفعمة بروح الكفاح، كان لتونس موعد مع ولادة أسطورة.. أسطورة النادي الإفريقي، أول جمعية تونسية إسلامية وطنية قادها تونسي وطني مسلم.

مقالات ذات صلة:

النادي الإفريقي يحتفل بعيد ميلاده الـ104 في ثوب جديد: حفل استقبال تاريخي بحضور شخصيات مرموقة

قراءة في تفكير مدرب النادي الإفريقي دافيد بيتوني: استراتيجيات متنوعة في بداية الموسم

التحالف من أجل النادي الإفريقي تهنئ الدكتور المنصف الشريف بمناسبة ترقيته في وزارة الشباب والرياضة

في تلك الأيام التي كانت تونس فيها ترزح تحت نير الاستعمار الفرنسي، وقف المرحوم البشير بن مصطفى ومعه رجال عاهدوا الله والوطن، فأسسوا هذه الجمعية التي لم تكن مجرد نادٍ رياضي، بل كانت شعلة من نور أضاءت دروب الحرية والنضال. تأسيس النادي لم يكن مجرّد صدفة، بل كان رسالة موجّهة إلى المستعمر، بأن الهوية التونسية لن تنكسر، وأن العلم الأحمر والأبيض سيبقى مرفرفًا في سماء العزة والكرامة.

أرادوا أن يكون النادي بيد تونسية صافية، رافضةً أي وصايةٍ أو تدخلٍ أجنبي، ولهذا تأخرت تأشيرة التأسيس من عام 1918 إلى 1920، لكنّ العزيمة لم تلن، والإرادة لم تنكسر. وكان اللونان الأحمر والأبيض شعارًا يرمز إلى المقاومة والصمود، وكأنهما دماء شهداء الوطن تمتزج ببياض النقاء والأمل.

ومنذ أن وُلد، حمل النادي الإفريقي في طياته ثورة، ثورة في الرياضة، وثورة في الثقافة والفكر. لم يكن هدفه فقط تسجيل الأهداف في الملاعب، بل تسجيل الانتصارات في ميدان الكرامة، ليصبح رمزًا لكل من آمن بتونس وطنًا حرًا، لا يقبل الخنوع.

واليوم، ونحن نحتفل بمرور أكثر من قرنٍ على تأسيسه، نستحضر عظمة الرجال الذين أسسوا هذا الصرح الكبير. لم يكن النادي الإفريقي مجرد نادٍ رياضي، بل كان حاملًا لمشعل الهوية الوطنية. رجال مثل البشير بن مصطفى، جمال بوسنينة، وصالح السوداني، لم يبنوا ناديا، بل وضعوا حجر الأساس لهوية تونسية تحرّرت من أغلال المستعمر. وحتى قبل الاستقلال، كان للنادي الإفريقي دور في النهضة الثقافية من خلال المساهمة في إنشاء "الرشيدية" و"المسرح الوطني".

النادي الإفريقي، الذي لقب منذ ذلك الحين بـ"فريق الشعب"، لم يكن مجرد اسم، بل كان معنى يتنفسه كل تونسي، معنى يتجاوز الرياضة إلى معركة الوجود، معركة البقاء في وجه العواصف. هو ليس فقط فريقًا، بل هو كيان يسكنه تاريخ وحاضر ومستقبل تونس، يشهد على العزائم التي لا تلين، وعلى إرادة شعب لا يستسلم.

في ذكرى 4 أكتوبر 2024، نرفع التحية لكل من حمل هذا الشعار، لكل من شجع وصفق ودافع عن ألوان النادي الإفريقي. فالنادي ليس مجرد ملعب أو بطولات، بل هو قصة وطن، قصة رجال ونساء لم يتوانوا عن بذل الغالي والنفيس من أجل عزة تونس وكرامتها.

تحيا الإفريقي.. وتحيا تونس التي أنجبت رجالاً كالأسود، حملوا لواء الحرية والمجد على مدار الزمن.

آخر الأخبار

أيام تحسيسية مشتركة لدعم انتقال المجامع التنموية النسائية إلى شركات أهلية

أيام تحسيسية مشتركة لدعم انتقال المجامع التنموية النسائية إلى شركات أهلية

حين يلتقي النقيضان: أطول امرأة في العالم وأقصرهن يتقاسمان لحظة لا تُنسى!

حين يلتقي النقيضان: أطول امرأة في العالم وأقصرهن يتقاسمان لحظة لا تُنسى!

السينما التونسية تتألق في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2024

السينما التونسية تتألق في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2024

المنتدى السادس والعشرين لحقائق: السياحة في  المتوسط محور جدل أهل المهنة في الحمامات 

المنتدى السادس والعشرين لحقائق: السياحة في  المتوسط محور جدل أهل المهنة في الحمامات 

نابولي: الأطفال بين السلاح والعنف.. أزمة تهدد جيلًا كاملًا

نابولي: الأطفال بين السلاح والعنف.. أزمة تهدد جيلًا كاملًا

Please publish modules in offcanvas position.