كشف رئيس لجنة التسوية المكلفة بتسيير الجامعة التونسية لكرة القدم، كمال إيدير، عن خطوات مفصلية تهدف إلى رسم ملامح مستقبل الكرة التونسية خلال الأشهر القادمة. تصريحات إيدير، التي أدلى بها أثناء حضوره في برنامج "الأحد الرياضي"، حملت وعودًا بالتغيير وأثارت جدلًا حول التحديات التي تنتظر اللعبة الشعبية الأولى في البلاد.
مقالات ذات صلة:
الجامعة تُنهي عقد فوزي البنزرتي بعد تعثرات متتالية في تصفيات كأس أمم إفريقيا
الجامعة التونسية في ورطة مالية: ديون متراكمة وصراع مع الوقت لإنقاذ مستقبل الكرة
الجامعة التونسية لكرة القدم تتحرك لتوفير تقنية "الفار" في البطولة الوطنية
25 جانفي 2025: بين الأمل والتحدي
أعلن كمال إيدير عن تحديد يوم 25 جانفي 2025 موعدًا لعقد الجلسة العامة الانتخابية للجامعة التونسية لكرة القدم، خطوة تُعد مفصلية في تاريخ الجامعة، إذ ينتظر الوسط الرياضي تشكيل قيادة جديدة تكون قادرة على مواجهة التحديات التنظيمية والفنية التي تعاني منها كرة القدم في تونس.
هذا الموعد لا يمثل فقط محطة انتخابية بل فرصة لإعادة بناء الثقة بين الجماهير والهيكل المشرف على اللعبة، خصوصًا بعد سنوات من الجدل حول إدارة الجامعة والمطالب بإصلاح شامل يعيد للرياضة بريقها ومصداقيتها.
منتخب المحليين: قرار بأيدي الأندية
في خطوة تُبرز سعي لجنة التسوية نحو التشاركية، أشار إيدير إلى أن قرار مشاركة منتخب المحليين في بطولة إفريقيا للمحليين، المزمع تنظيمها مطلع العام المقبل، سيتم حسمه خلال اجتماع يُعقد يوم 28 نوفمبر 2024 بحضور رؤساء الأندية.
هذا التوجه يعكس رغبة الجامعة في تعزيز روح الحوار وإشراك الأندية في اتخاذ القرارات المصيرية، إلا أنه يطرح تساؤلات حول مدى جاهزية الأندية لتحمل مثل هذه المسؤوليات في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها الفرق التونسية.
"الفار": عودة الأمل أم استحقاق مؤجل؟
أعلن إيدير عن عودة تقنية الفيديو المساعد "الفار" في منافسات بطولة الرابطة المحترفة الأولى خلال شهر ديسمبر المقبل، بعد انقطاع أثار انتقادات واسعة من الجماهير والمهتمين بالشأن الكروي.
تمويل التقنية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم يمنح الجامعة فرصة لإعادة ضبط إيقاع المباريات وتجنب الأخطاء التحكيمية التي لطالما أثارت الجدل، لكن نجاح هذا المشروع يتطلب أكثر من تمويل، فهو رهين حسن التطبيق والتدريب المكثف للحكام لضمان استخدام فعال وعادل.
بين الشفافية والإصلاح: الطريق إلى كرة قدم متجددة
تصريحات إيدير ليست مجرد إعلان عن تواريخ أو برامج، بل هي محاولة لرسم مسار جديد للكرة التونسية يعتمد على الحوكمة الرشيدة والشراكة بين الهياكل الرياضية والأندية.
ورغم أهمية هذه الخطوات، يظل السؤال الأبرز: هل تمتلك كرة القدم التونسية المقومات اللازمة لتحقيق هذا التحول؟ أم أن التحديات الهيكلية والاقتصادية ستظل تعيق الوصول إلى الهدف؟
ما يحدث اليوم قد يكون لحظة تأسيسية في إعادة هيكلة الكرة التونسية، لكن النجاح يتطلب إرادة جماعية، رؤية واضحة، واستثمارًا في كافة الجوانب الفنية والإدارية. الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه المبادرات ستتحول إلى خطوات عملية، أم أنها ستظل مجرد وعود معلقة.