اختر لغتك

جمعيّة العِزّة بجندوبة- ندوة في الإرشاد التربوي للمــربــين و الأولياء: ابني قبل الامتحانات

جمعيّة العِزّة بجندوبة- ندوة في الإرشاد التربوي للمــربــين و الأولياء: ابني قبل الامتحانات

يظل الامتحان هاجسا مخيفا للأولياء و التلاميذ على حد السواء رغم تحديث التربية لمفهومه و أشكاله  فضلا عن وفرة المراجع و الوسائط المعرفية مما ولّد سلوكيات خاطئة لدى  بعض الأولياء  لِما يطرأ على أبناءهم من اضطرابات تؤثر سلبا على قدراتهم في التلقي والتفوق .لذلك ارتأت جمعية العزة بجندوبة تنظيم ندوة علمية في الإرشاد التربوي للمربين و الأولياء بالشراكة مع أكاديمية العباقرة وذلك مساء السبت 26/11/2016   بالفضاء الخاص "الملوك "  من أجل تدارس جملة من الإشكاليات التربوية في علاقتها بالأسرة والاختبارات من منظور مقاربة تشاركية من خارج المؤسسة التربوية بهدف تمكين المربين من  خبرات إضافية في الأسس النفسية و الأدوات العلمية المناسبة للتعامل الأمثل مع منظوريهم، تحت شعار : " ابني قبل الامتحانات " نشطها كل من أستاذ علم النفس السلوكي بباريس الدكتور سامي عبد السلام و الأخصائية النفسية بأكاديمية العباقرة ببنزرت الأستاذة  سمية زيتوني.

إن استراتيجيات الاستعدادات للامتحان تقتضي أن نسلط الضوء على المعنى الحقيقي للتفوق الدراسي بما هو التقييم الايجابي على المستوى النفسي والدراسي و الشخصي أيضا ، ذلك أن الثقة في النفس و القدرات الذهنية توضع على المحك بما يبرز حقيقة تأقلم الطفل مع قدراته الذاتية وبنيته المعرفية كما أن هجرة المطالعة والتكوين الذاتي أنتجت أطفالا ذوي شخصيات هشة غير قادرة على التأقلم مع مختلف وضعيات المجابهة المطروحة في الاختبارات أو التعلّم فضلا عن النقص في بناء القدرات الوجدانية و العاطفية مقابل العناية الفائقة التي يوليها بعض أولياء الأمور لقدرات التلقي المعرفي  و التحصيل الدراسي لتحقيق نتائج مدرسية متميزة  ويعزى ذلك إلى اعتبار الأطفال مجرد تفوق دراسي  فحسب . لذلك فإن وظيفة المربي مقدسة ومهمة في المجتمع وليست مجرد وظيفة يتقاضى عليها أجرا فإليه توكل تربية الأطفال داخل الفضاءات التربوية وفق منظومة تربوية متطورة تعنى بنماء الشخصية نموا متوازنا لاكتساب القدرات و المهارات وتقدير الذات والاعتزاز بها ، بهذه الآراء أثرى المشاركون الحوار تفاعلا مع د.سامي عبد السلام  الذي بيّن في مجمل مداخلته أنّ التنشئة الاجتماعية التقليدية تركّز على عدم القدرة لدى الأبناء وهي أن الطفل يتعلم من أجل والديه وليس لذاته وبذلك يولد لديه الشعور بالدَّيْـن يلازمه طوال حياته وهو ما يشكل بما يعرف في علم النفس " البصمة الأولى " ... فالطفل المتفوق هو دوما ذلك الطفل الفاشل و بناء على ذلك فالتفوق الدراسي ليس دائما مفيدا ..مما يتولد لديه سلوكا لا شعوريا يعيقه في كل امتحان يجتازه ..على أنه لا مبرر لحصول المتعلم على عدد جيد يرضي والديه وأسرته وهو يخفي بين طيات نفسه ما لا يُرضي ذاته ؟ ذلك أنّ سلوك الوالدين تجاه أبنائهم وقت الامتحانات يتسم بالإهمال للجوانب العاطفية مقابل الاهتمام  الزائد بالنتائج وحيال الفشل الدراسي أو الخطأ أوضح المحاضر أنّ الطفل يتلقى ردود أفعال سلبية  متسائلا عمّا إذا كان جدير بنا أن نعاقبه وإذا ما كان الأمر كذلك فكيف يكون العقاب؟ على أنه  توجد مقاربة أخرى تلك التي تعتمد الإصلاح عند الخطأ لا العقوبة ،إذ الأصل في التربية هو الإصلاح وليس العقاب. و ردًا على إحدى الأمهات الحاضرات حول قلقها من كثرة حركة ابنها بيّن الخبير  في الاضطرابات السلوكية للطفل أنّ النشاط المفرط للأطفال قد يكون مؤشرا على  إمكانية وجود عناصر اضطراب ولكن من الفائدة أن ندرك أن الطاقة التي يتميز  بها الأطفال تكون أكبر من الانتظارات المتوقعة لذا من الأجدى مساعدتهم على توظيف كثرة الحركة في عملية التعلّم بدلا من خطاب التذمر و النقد وهو ما ذهبت إليه الأخصائية النفسية الآنسة سمية زيتوني في تدخلها بما يتوجب على الأولياء تجنبه عند تعاملهم مع ضعف نتائج أبنائهم وهو ما أسمته بالثالوث المدمّر لأطفالهم وهو النقد و اللوم والمقارنة  وتنصح بالتخلي النهائي عن ذلك لفائدة خطاب إيجابي يُغذِّي قدراتهم و يعزز تقديرهم لذواتهم.

و جوابا على تساؤل طرحه أحد المربين حول كيفية الموازنة بين ما تربى عليه الآباء من معتقد وعادات وتقاليد وبين متطلبات التربية الحديثة و ما يرغب به أبناؤنا اليوم قد تصل إلى حد التقاطع اعتبر د. سامي أن الموازنة - في هذه الحالة - تتطلب منا معرفة دقيقة بما يريده الأبناء لا ما يريده الآباء، فالكثير من الأولياء يجهلون القدرات المخفية لأبنائهم كما أن ذكاءهم اللاواعي يجعلهم يتصرفون بحق و بصدق لذاك يتوجب علينا أن نكون بجانبهم - ليس أمامهم  و لا وراءهم  كما يستوجب منا حسن الإصغاء إليهم  ..

و من خلال استجواباتها المباشرة التي وجهتها الأخصائية النفسية لعينة من الأطفال: لماذا تدرس ؟ فقد تراوحت إجاباتهم التلقائية بين من يدرس لإرضاء والديه و الظفر بالحوافز  و بين من يرغب في التفوق على أقرانه لتحقيق حلم يراوده بأن يصبح مهندسا في حين عجت القاعة بالتصفيق لإجابة أحدهم حين ذكر أن سبب اجتهاده يعزى لحصوله على أعلى المراتب كي يكون عنصرا صالحا لنفسه ولأسرته ولمجتمعه...وهو ما يبين قيمة الشعور بالذات و تعزيز الشعور بما يريده الأطفال بغض النظر عما يريده الآباء ...

وفي ختام الندوة وزع السيد عبد الرحمان علالة الجامعي رئيس جمعية العزة  شهادات مشاركة تكريما لثلة من المربين و الناشطين تقديرا لجهودهم التربوية و إسهاماتهم الثقافية في المشهد التربوي بمدينة جندوبة.

 

آخر الأخبار

ريادة الأعمال النسائية في تونس: نحو اقتصاد أخضر وشامل لتحقيق التنمية المستدامة

ريادة الأعمال النسائية في تونس: نحو اقتصاد أخضر وشامل لتحقيق التنمية المستدامة

تونس في المرتبة الثانية في هجرة الكفاءات: أزمة تهدد المستقبل وضرورة استراتيجية وطنية للحد منها

تونس في المرتبة الثانية في هجرة الكفاءات: أزمة تهدد المستقبل وضرورة استراتيجية وطنية للحد منها

90 عامًا من الأمجاد: ترجي جرجيس يحتفي بتاريخه ويتصدر البطولة

90 عامًا من الأمجاد: ترجي جرجيس يحتفي بتاريخه ويتصدر البطولة

حين تتحول المهرجانات إلى بوابة للإثراء السريع: من يحاسب الفاسدين؟

حين تتحول المهرجانات إلى بوابة للإثراء السريع: من يحاسب الفاسدين؟

بنزرت تستضيف ملتقى إقليمي حول "مقاربة تشاركية من أجل ريادة المؤسسات الثقافية"

بنزرت تستضيف ملتقى إقليمي حول "مقاربة تشاركية من أجل ريادة المؤسسات الثقافية"

Please publish modules in offcanvas position.