أشارت دراسة جديدة، أجراها باحثون في كلية كينجز البريطانية، إلى أن العقاب الذي لا يؤثر في تحسين سلوكيات بعض الأطفال، غالبا ما يجعلهم مختلين عقليا في المستقبل، إلا أن واحد فقط من كل 100 طفل تظهر عليه علامات مبكرة.
وقال الأستاذ الجامعي، ستيفن سكوت، من معهد الطب النفسي، لراديو بي بي سي 4 في برنامج "اليوم": "إن نوع السلوك المعادي للمجتمع الموجود لدي الأطفال، الذي يكون مستمرا وزيادة عن الحد الطبيعي، غالبا لا يتم مناقشته بسبب الخجل، أن الأطفال الذين يظهرون سلوكيات قاسية القلب أو لا تحمل أي مشاعر، لا يهتم نظام الصحة النفسية بتقديم الخدمات اللازمة لهم."
وأضاف أن حوالي 5% من الأطفال لديهم مستوى عالي من السلوك المعادي للمجتمع، ولكن من بين هذه الفئة هناك أطفال لديهم ما يسمى بسلوك قاسي القلب أو لا يحمل أي مشاعر، وفقا لما نقلته صحيفة التليجراف البريطانية.
ووفقا للصحيفة، فقد أجرى البرنامج مقابلة مع طفل من مرضى سكوت، الذين طلب والداه المساعدة بسبب سلوكه العنيف والمعادي للمجتمع، حيث هدد الطفل الذي يدعى ماكس، أطفالا آخرين بسكين ولا يمكن تركه وحده مع شقيقته بسبب عنفه.
وقال والديه بالتبني أنهم يجب عليهم إعادته إلى نظام الرعاية، إذا لم يجد له مكانا في مدرسة سكنية لأنهم لم يتمكنوا من التعامل معه، وقالت والدته: "إنها ليست مشاجرات لعب، فهو لم يتشاجر مع أحد زملائه لأي سبب يذكر، فهو فقد دائما غير سعيد، ويفرغ عدم سعادته على الآخرين."
وقال سكوت أنهم عندما فحصوا أدمغة الأطفال محل الدراسة، وجدوا أن المنطقة التي تسمى اللوزة، وهي المكان الذي يعترف فيه الإنسان بالمشاعر ومعالجتها، كانت هادئة تماما وباهتة، لذا فهم يفهمون ما يحدث، على عكس الأشخاص المصابين بالتوحد، لكنهم لا يهتمون، كما أنهم لا يؤثر بهم العقاب، مثل الحبس في الغرفة أو المنع من الحلويات.
وأضاف: "نحن لا نحب استخدام كلمة "مختل عقليا" لمن هم أقل من 18 عاما، ولكن هناك استمرارية عالية في تطور من يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، ليحملوا صفات المختلين عقليا، إلا أن الحالة غير معترف بها على الإطلاق"، ولكنه أكد أنها كثيرا ما تكون موروثة وليس نتيجة التربية السيئة أو البيئة.