ما هو سبلينترنت " Splinternet " وكيف يعمل؟
نسخة الصين من الإنترنت مختلفة تماماً عن تلك التي نراها في الغرب.
بالنسبة للكثيرين، كانت الدعوات إلى قطع الإنترنت منزلقاً خطيراً باتجاه ما يُعرف باسم Splinternet - حيث يوجد لدى البلدان المختلفة إصدارات مختلفة من الإنترنت.
ربما يكون جدار الحماية العظيم في الصين (هو مزيج من الإجراءات التشريعية والتقنيات التي تفرضها الصين لتنظيم الإنترنت محلياً)، أوضح مثال على كيفية قيام دولة ما بإنشاء شبكة الويب الخاصة بها.
لكن في إيران أيضاً يتم مراقبة محتوى الشبكة والمعلومات الخارجية بصورة محدودة من قبل شركة الاتصالات الإيرانية المملوكة للدولة.
وكانت روسيا نفسها تختبر شبكة إنترنت خاصة بها - يطلق عليها اسم Runet - لعدة سنوات، وإن كانت تركيبتها مبنية على أساس الانترنت الحالي وليس كنسخة الصين المبنية من الألف إلى الياء من قبل البلاد.
في عام 2019، قالت الحكومة الروسية إنها اختبرت النظام بنجاح.
وقال البروفيسور آلان وودوارد، وهو عالم كمبيوتر من جامعة سري البريطانية، إن قلة من الناس أدركوا في ذلك الوقت الحاجة إلى ذلك، أما الآن، أثناء الهجوم الروسي على أوكرانيا، بدا الأمر أكثر منطقية".
في هذا الاختبار، طُلب من مزودي خدمة الإنترنت في روسيا تهيئة الإنترنت بفعالية داخل حدودهم كما لو كانت شبكة إنترانت عملاقة - شبكة خاصة من مواقع الويب التي لا تتحدث إلى العالم الخارجي.
تضمنت المبادرة تقييد النقاط التي تتصل عندها نسخة روسيا من الشبكة بنظيرتها العالمية.
ويبدو الآن أن روسيا تعيد اختبار هذه الأنظمة - ففي مذكرة من الحكومة الروسية، طُلب من مزودي خدمة الإنترنت تعزيز أمنهم والاتصال بخوادم نظام أسماء النطاقات (DNS) في روسيا.
يعتقد البعض أن المذكرة، وتاريخ الانتهاء من الاختبار في 11 مارس/آذار، يعنيان أن روسيا تنوي قطع نفسها على الفور.
ويرى البروفيسور وودوارد أن الأمر يتعلق أكثر باختبار آخر للاستعداد: "كان الأمر يتعلق بدعوة روسيا لمزودي خدمة الإنترنت للاستعداد، وعمل نسخ محلية من- - DNS دليل الهاتف الخاص بالإنترنت - والحصول على إصدارات محلية من برامج الطرف الثالث التي تأتي من خوادم خارج روسيا، مثل جافاسكريبت".
ونفت روسيا منذ ذلك الحين أنها ستقطع نفسها عن خدمة الإنترنت العالمية، قائلة إن الاختبار يتعلق بحماية المواقع الإلكترونية الروسية من الهجمات الإلكترونية الأجنبية.
لكن جيمس غريفيث، مؤلف كتاب The Great Firewall في الصين، يعتقد أنه يمكن تفعيل الأمر في أي وقت: "قطع الإنترنت، والتأكد من أن الروس يستهلكون المحتوى الذي يوافق عليه الكرملين فقط، وهذا النوع من الأشياء منطقي من الناحية الاستراتيجية، فقط لنكون على بينة مما قد تؤل إليه الأمور".
ومضى للقول: "لن أتفاجأ إذا دخل ذلك حيز التنفيذ في الأسابيع أو الأشهر المقبلة".