تواصل السياحة التونسية للموسم الثاني على التوالي، التعويل على السوق المحلية، في ظل تراجع مستمر للوافدين من الأسواق السياحية الأوروبية.
ويسعى أصحاب الفنادق إلى تكثيف حملات الترويج عبر عروض مغرية في صورة الحجز المبكر عن طريق وكالات الأسفار التي تسوق لعروضها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن أغلب التونسيين لا يزالون يشتكون من ارتفاع أسعار النُزل (الفنادق) مقارنة بالأسعار التي يتمتع بها السياح الأجانب.
وينفق السائح المحلي لقضاء ليلة في فندق من فئة أربع نجوم ما بين 50 و90 ديناراً (بين 25 و45 دولاراً) في حين يحصل عليها السائح الأجنبي بسعر لا يتجاوز 25 دولاراً.
ولا تزال أغلب المنتجعات السياحية إلى حدود شهر يونيو/ حزيران الجاري، تشكو من نسبة إشغال ضعيفة لا تتجاوز 20% من الطاقة الإجمالية للفنادق في انتظار انقضاء شهر الصيام وبداية الإجازات السنوية لأغلب التونسيين، ولا سيما المغتربين منهم.
وأظهرت أحدث البيانات الرسمية، تراجع العائدات السياحية، في الفترة من يناير/كانون الثاني ومايو/أيار 2016، بنسبة 44.6% عن نفس الفترة من العام الماضي 2015، وبنسبة 48.1% عن الفترة ذاتها من 2010.
ويعتبر التونسيون أن السياحة المحلية، لم تأخذ المكانة التي تستحق من قبل السلطات المشرفة على القطاع، لاسيما وأن أصحاب الفنادق لا يقدمون أي عروض خاصة لهم، رغم أنهم أكثر إنفاقاً من العديد من السياح الأجانب.
ولا ينكر ظافر لطيف، كاتب عام جامعة وكالات الأسفار، أهمية السوق المحلية في إنعاش القطاع السياحي، مؤكداً أن نسبة مساهمة السياحة المحلية في عائدات القطاع تقارب الـ 30% وأنها مساهمة مهمة.
ويقول لطيف لـ "العربي الجديد"، إن دور السياح المحليين مهم، لكن هذا الأمر لا يقلل من أهمية السياح الأجانب، مشيراً إلى أن السياحة كانت المصدر الأول للعملة الصعبة، وهو ما يفسر كل المجهودات المبذولة من أجل استرجاع الأسواق التي فقدتها تونس بسبب العمليات الإرهابية، التى ضربت مواقع سياحية في مناسبتين العام المنقضي مخلفة نحو 50 قتيلاً من جنسيات مختلفة.
ومنذ 3 سنوات أحدثت جامعة وكالات الأسفار، لجنة خاصة تعنى بالسياحة الداخلية، من أجل رفع مساهمة السياح المحليين في القطاع.
وبحسب وزيرة السياحة، سلمى اللومي، فإن السياحة الداخلية تطورت منذ 5 سنوات بنسبة 46%. وتجاوز عدد التونسيين في النُزل 1.5 مليون عام 2014، قضوا نحو 4 ملايين ليلة، لتحتل بذلك السوق الداخلية المرتبة الثانية بعد ألمانيا، متفوقة بذلك على فرنسا وإيطاليا.