جارديان- تحت عنوان "تونس تحرص على الظهور آمنة لجذب السياح" سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على حال السياحة في تونس بعد عام من هجمات سوسة.
وقالت الصحيفة في تقرير نشر اليوم السبت، رغم جهود الحكومة لتنشيط السياحة، إلا أن الحال أصبح سيء بشكل كبير، وأغلقت العديد من الفنادق، واصبحت المنتجعات مهجورة، وزادت مشاكل الحكومة مع ارتفاع عدد العاطلين عن العمل خاصة أن القطاع كان يعمل به نحو 470 ألف شخص.
وفيما يلي نص التقرير..
في وقت سابق من هذا الشهر، فحص مكتب السياحة الوطني التونسي المشاهد الأخيرة من فيلم يضم بعض الأماكن الأكثر شهرة في البلاد بجانب أفضل خمس مدن أوروبية.
الفيلم - الذي ضم سيدي بو سعيد والحمامات- تظهر في وقت واحد بجانب لندن وباريس وبرلين وبروكسل وميلانو - هذا جزء من محاولة لإنعاش القطاع السياحي بعد عام على الهجوم الإرهابي في سوسة يوم 26 يونيو 2015.
الشاطئ كان مسرحا لمذبحة العام الماضي، حيث أغلقت العديد من الفنادق بعد ستة أشهر من الهجوم، وانخفض أعداد السائحين الأوروبيين بنحو 58٪.
في الأسبوع الماضي، وعلى طول الساحل بين تونس العاصمة وسوسة، هناك دلائل تشير إلى أن موسم الذروة المقبلة سيشهد تغييرا سلبيا، فالقش مازال ينتشر تحت المظلات، والشواطئ مهجورة، والكراسي مكدسة في صفوف طويلة. الكورنيش والفنادق والمنتجعات الضخمة مهجورة، والمكان خاليا من حركة المرور، والناس.
المملكة المتحدة، التي لديها 30 ضحية في سوسة، أصدر مكتب الخارجية منشورا في يوليو الماضي يحذر الجميع من السفر إلى تونس، وأدى ذلك إلى أن توقف شركات سياحية كبيرة رحلاتها من بريطانيا إلى تونس.
ورغم الالتماسات من المسؤولين التونسيين لتخفيف الحظر، بما في ذلك النداء الأخير من السفير التونسي في لندن، إلا أن التحذير لا يزال قائما، ونتيجة لذلك فإن عدد الوافدين من بريطانيا الذي حطم الأرقام القياسية في الأشهر الأولى من عام 2015، انخفض بنسبة 93.2٪ في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام.
ويقول عمر غاردا الذي يعيش في مشارف سوسة:" السياح البريطانيين كانوا ضمن زبائني .. وبدونهم لا نستطيع العيش".
حالة التشاؤم التي أصابت عمر يشاركه فيها حوالي 470 ألف شخص يعملون في مجال السياحة، هذه الصناعة التي تمثل 15٪ من الناتج المحلي للبلاد، ورغم الحرص على عدم التقليل من الرعب الذي وقع في سوسة، الكثير يشعرون بالظلم من التحذيرات البريطانية، خاصة أن هناك فظائع حدثت مؤخرا في باريس، وبروكسل ولم تصدر الخارجية البريطانية تحذيرا من السفر هناك.
وقال طارق عوادي، مدير مكتب السياحة الوطني التونسي في لندن:"نحن نحترم حاجة بريطانيا لحماية شعبها، ولكن البلاد كلها تعاقب بمثل هذا القرار.. وبذلك تقولون للإرهابيين إنكم انتصرتم".
مسؤولون مثل عوادي حريصون على تسليط الضوء على زيادة الأمن في البلاد بعد سوسة، اﻷجهزة اﻷمنية للكشف عن المعادن، ووضع مرايا تحت السيارات تستخدم حاليا بشكل منتظم في الفنادق والمناطق السياحي، الشرطة تقوم بدوريات منتظمة على الشواطئ.
وقال "تيد ويك" صاحب إحدى شركات السياحة البريطانية:" السياحة البريطانية يوما ما سوف تعود لتونس ﻷنها مكان جميل لكن من المستحيل القول متى".
ومن جانبه، يقول بوب بورفيس، مهندس من روتلاند: نشعر أن تونس آمنة تماما.. وأخذت بعض الصور صباح اليوم وأرسلتهم إلى زوجتي، قائلا علينا أن نأتي إلى هنا لقضاء عطلة".
تونس تأمل أن يقضي بوب عطلته، وأن يأتي غيرهم قريبا.