تختصر هذه الصورة التي التقطتها المصورة “سوزان هاردين” النموذج الذي اختارته سلطنة عمان والذي جعلها منفردة ومتمزة عن باقي الأقطار العربية بتجسيدها مفهوما للتعايش والانفتاح على الآخرين حيث تظهر امرأة بملابس البحر ورجل ملتحي يجلس على الشاطيء. انه التعايش الذي يختلف عن مدينة دبي مثلا التي غربت مجتمعها في حين حافظت سلطنة عمان على أصولها وتقاليدها وضمان حرية المذاهب والاعتقاد لجميع مواطني وساكني السلطة.
عُمان ذات المذاهب المتعددة (الأباضية والسنية والشيعية)، وذات القبائل المتعددة، وذات الإثنيات والألوان المتعددة تعيش بسلام وأمان وكأنها لا علاقة لها بما يدور من حروب البسوس الطائفية الجاهلية التي تحرق الأخضر واليابس وتمزق النسيج المجتمعي لصالح بعض المنتفعين الذين لا يهمّهم مستقبل البلدان التي يعيشون فيها.
حصلت سلطنة عُمان على درجة ”صفر” في سُلم المؤشر العالمي للإرهاب وهي الدرجة التي تمثل ذروة الأمان من التهديدات الإرهابية، فالسلطنة تنظم بدقة كل ما له علاقة بالتطرف والتعصب الطائفي كما أنها وقعت على الاتفاقية الدولية لمنع تمويل الإرهاب في العام 2011 وأوجدت نظامًا لمكافحة تبييض الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في العام 2002 بموجب مرسوم سلطاني.
وتجنبت السلطنة الوقوع في أي عمل من أعمال الإرهاب من خلال تشجيع التسامح على الصعيدين المحلي والعالمي والعُمانيين يركزون على بناء أمتهم بعيداً عن الدمار والنزاعات ولا يوجد عُماني واحد انضم إلى تنظيم “داعش” وعزا ذلك إلى وعي المواطنين العُمانيين وجهود الحكومة في مكافحة فكر التطرف.
وتشتهر السلطنة باستقرارها الشعبي والرسمي وبتسامح قل مثيله في منطقة مشتعلة منذ سنوات، على الرغم من الكثافة السكانية المرتفعة بالمقارنة مع دول الخليج بعدد يزيد على ثلاثة ملايين مواطن، ومساحة واسعة تعادل تقريباً مساحة إيطاليا، وتعدد مذهبي وديني وعرقي وقبلي، إضافة إلى إرث من الحروب والنزاعات المناطقية والقبلية.